أور – نمو، حجازياً /   نعيم عبد مهلهل

أور – نمو، حجازياً / نعيم عبد مهلهل

نعيم عبد مهلهل

ذهب شغاتي هذا العام لأداء فريضة الحج، وحتى أُبقي بعضاً من طيف وجهه السمحوالهادئ والمتعلم الذي تعودنا عليه كل صباح يوم يجيء حاملاً آنية الحليب وأقداحالشاي، ولأنه هاجر بقافلة من باصات (الدوج) إلى الحجاز ليؤدي فرض الحج قال لي: بسبب راتب الحكومة تحول المستحب إلى فرض، وعليّ أن أزور بيت الله وأشمَّ عطر إبراهيم(ع) الذي بنى الكعبة بعد أن عجزت أنت والمنقّبين أن يعثروا عليه في أور.

ومع ذهولي لمفاجأة الرجل في طروحاته التي اكتسبها من قراءة كتاب مذكرات مالوان يومعدنا من أول سفرة مدرسية يشاهد فيها أطفال الأهوار مدينة أثرية عمرها سبعة آلاف عام.

قلت: سننتظرك بصبر يا حاج شغاتي، وفي غيابك سأعيد قراءة كتاب أعمدة الحكمةالسبعة لتوماس أدور لورنس تكريماً لذكراك وأنت تذهب للبلاد التي عاش فيها الضابطالإنكليزي لورنس، وقد ارتدى الثوب العربي والعقال.

ابتسم وقال: بعد أن عجزت أن تثبت شيئاً في الأثر لإبراهيم، سأذهب أنا إلى هناك لأثبتلكم بأن أورنمو الذي تصدعون به رؤوسنا كلما أخذتم التلاميذ سفرة إلى أور، ربما هوحجازي.

قلت: يا رجل لا تعبث بالتاريخ.

قال: هل تذكر الأحسائي (راشد) الذي كان يجلب لنا الخضرة في زورقه، قال لي مرة: نحنوأنتم وغيرنا من البشر مسكنه الأول قرب بيت الله حيث قريش التي ولد فيها محمد (ص)،وحتماً أهل أور من هناك. مفترضين أن النبي الذي ولد في أور عاد إلى أصل أسرته فيأرض الحجاز، وبنى هناك بيت الله ليقول لنا، إن آدم ونحن من هناك.

تعجبت من أجرئ طرح أسمعه من رجل من المعدان دلف إلى الكتب وقرأها وتجرأ ليعلنرأيه.

وقلت: لكن المعتقد يقول: إن آدم نزل تحت شجرة قرب ملتقى النهرين دجلة والفرات فيالقرنة.

قال: بعد عدة نقاشات مع الأحسائي بائع الخضرة وصلت إلى قناعة حدسية، أن ظلالشجرة كان من بعض محطات سفرهما.

قلت: هذا رأي، فإبراهيم (ع) له الكثير من محطات السفر، وربما أرسى البيت في الحجازليقول: إن أصله من هناك على الرغم من أنه عاد إلى فلسطين ومات في مدينة الخليل.

لهذا يا أستاذ بعد أن أنتهي من طقوس الحج وفروضه، سأشمشمَ لك عن أصلِ صاحبكَ أورنمو.

قلت: لن تجد شيئاً، فأصدقاء الأمير السومري من آلهة الحجر كسرها النبي كلها يوم فتحمكة.

أعرف، ولكن ما تبقّى من أثر الحجر ينطق بشيء.

قلت: يا رجل لن يسمحوا لك لتكون أثرياً وأنت جئت إليهم حاجاً فقط، وفي بلد ألغى كلعبادات الوثن.

قال: سأجرِّب.

قلت: سيلقون القبض عليك ويسجنونك؟

قال: وفي السجن سأشمشم خبراً وأثراً إن كان أميرك السومري حجازياً.

ضحكت وقلت: صدّقني يا شغاتي أن أورنمو هبط مع أهله وأجداده من كوكب المريخ….!

 

(Visited 11 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *