جيهانة العتابي
على الرغم من مخاطر المخدرات واضرارها وانتشار حملات نشر الوعي من خلال وسائلالإعلام و إقامة الندوات والمؤتمرات في الجامعات والمعاهد والكليات وحتى المدارسالثانوية ، إلا أن هذه الظاهرة تنمو يوماً بعد يوم
بين الشباب، ربما يرجع ذلك إلى أسباب كثيرة منها (اجتماعية، نفسية ، واقتصادية).
في الآونة الأخيرة أصبحت عملية تعاطي المخدرات شائعة ، لسهولة الحصول عليها .
تكثر حالات التعاطي في المناطق الشعبية و في اطراف المدن ، كون هذه المناطق تعتبر مركز توزيع المواد وتواجد التجار فيها، اذ تعتبر من المناطق الاكثر خطورة ، وتتحاشىقوات الشرطة الوصول إليها من قبل الشرطة، فهي مناطق عشوائية مهمشة يسكنهاالفقراء والمحبطين لذلك يجد التجار ضالتهم في اصطياد فرائسهم ، من موزعين ومروجين
هناك أسباب رئيسية شجعت على انتشار تجارة وتعاطي المخدرات في المجتمع العراقي،منها أسباب اقتصادية أو اجتماعية أو نفسية أو كما يتحدث البعض عن ضعف الوازعالديني أو زيادة معدلات العنف الأسري أو ضعف الإجراءات الأمنية الوقائية.
ما يقلق المجتمع هو الادمان والتعود على التعاطي الذي يؤدي الى كوارث اجتماعيةكبيرة.
الإدمان هو الحالة الناتجة عن استعمال المخدرات بصفة مستمرة؛ حيث يصبح الإنسانمعتمدًا عليها نفسيًّا وجسديًّا، بل ويحتاج إلى زيادة الجرعة من وقت لآخر ليحصل علىالأثر نفسه دائمًا، وهكذا يتناول المدمن جرعات تتضاعف في زمن وجيز حتى تصل إلىدرجة تسبب أشد الضرر بالجسم والعقل فيفقد الشخص القدرة على القيام بأعمالهوواجباته اليومية في غياب هذه المادة، وفي حالة التوقف عن استعمالها تظهر عليهأعراض نفسية وجسدية خطيرة تسمى “أعراض الانسحاب” وقد تؤدي إلى الموت أوالإدمان؛ الذي يتمثل في إدمان المشروبات الروحية أو المخدرات أو الأدوية النفسية المهدئةأو المنومة أو المنشطة.
اوجز الباحثون اسباب ظاهرة انتشار تعاطي المخدرات في المجتمع، بما يأتي :
1-ضعف التعليم الديني.
2-مرافقةأصدقاء السوء.
3-التربية المنزلية الفاسدة والإهمال الأسري للجوانب التربوية
4-استخدام المواد المخدرة للعلاج استخداما سيئاً لا يتبع فيه إرشادات الطبيب ما يؤديللإدمان.
5-البطالة وعدم وجود فرص عمل مناسبة.
6-التقليد والمحاكاة والتفاخر بين الشباب في سن المراهقة المتأخرة، وحب الاستطلاعوالتجريب.
7-الهجرة والتهجير القسري بسبب العنف والإرهاب، ومحاكاة المجتمعات الجديدة.
8-رواج بعض الأفكار الكاذبة، بان المخدرات تدخل المتعة والبهجة والسرور.
9-توفر المال مع وقت الفراغ.
10-الاعتقاد الخاطئ بأن المخدرات تزيل الشعور بالقلق كالاكتئاب والملل جراء الحياةالقاسية التي يعيشها العراقيون.
11-تجربة أشياء غير مألوفة بسبب الفضول من دون مبالاة لإثارها.
12-الصراع السياسي بين بعض الدول والأحزاب وسعيها للحصول على أسرار الآخرين،فالمخدرات هي البوابة السهلة لمثل هذه الصراعات.
13-العوامل النفسية.
14-ضعف الرادع أو العقاب الرسمي المتمثل في القانون والأمن.
15-ضعف عمليات التفتيش والرقابة وصعوبة السيطرة على الحدود البرية والنهرية.
16-وسائل الاتصال ولاسيما القنوات الفضائية والأنترنت والموبايل…
من ناحيه أخرى من أهم أسباب الرئيسية هي الجرائم التي تسببها المخدرات في المجتمعالجريمة: عبّر تقرير الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات لعام 2004، عن قلقه إزاء العراق إذ أكدعلى أنه: (يشكِّل الترابط المعّقد بين الإرهاب والجريمة المنظمة والفساد والاتجار بالمخدراتتهديداً لم يسبق له مثيل، مما يثير القلق إزاء احتمال تدهور الوضع العام).
وأدَّت البحوث التي جرت خلال حقبة جيل كامل من في هذا المجال إلى تحديد ثلاثة روابطرئيسية موجودة بين المخدِّرات والجريمة، وهي :
أ–يتعلق الرابط الأول بين المخدِّرات والجريمة بالعنف الذي يمكن أن يقترن بتعاطيالمخدِّرات نفسها، أي جريمة العقاقير النفسانية.
ب–ينطوي الرابط الثاني بين المخدِّرات والجريمة على الجريمة (الاقتصادية الإجبارية). وتُرتَكب هذه الجريمة عندما ينخرط متعاطو المخدِّرات في عالم الجريمة كالسطو والاحتيالوالسرقة من أجل القيام بدعم نفقات استهلاكهم المخدِّرات وإدمانهم عليها.
ج–أمَّا الرابط الثالث فهو الجريمة (النظامية)، أي أعمال العنف التي تقع، مثلاً، بسببالنزاعات على موقع نفوذ أو العراك بين البائعين والمتعاطين على صفقات تجنح إلىالإخفاق.
زادت الحالات تعاطي في المجتمع العراقي فقد أكدت لجنة الأمن والدفاع النيابية بشأنتزايد الجرائم بسبب انتشار المخدرات، أن على الحكومة أن تقوم (باتخاذ جميع التدابيرلمنع دخول المخدرات الى البلد، إذ شهدت السنوات الأخيرة ارتفاع معدلات الجريمة، بسببانتشار المتعاطين، وهو أمر أصبح يؤشر الى خطر يهدد المجتمع). وصرح عضو لجنةالأمن والدفاع النيابية السيد سعران الأعاجيبي، (إن سبب ارتفاع معدلات الجريمة …،يعود إلى انتشار المخدرات وهو أمر ينذر بالخطر وعليه يجب التدخل واتخاذ الاحتياطاتاللازمة)
وبخصوص تزايد حالات الانتحار، تشير احصائيات وزارة الداخلية لسنة 2019 إلىحدوث (545) حالة انتحار بين الشباب في العراق عدا إقليم كردستان، بواقع (289) منالذكور، و(256) من الإناث، بينما بلغ مجموع حالات الانتحار لسنة 2018 حوالي (319) حالة انتحار .
وبذلك أصبحت هنالك علاقة طردية بين انتشار المخدرات وحالات الانتحار في المجتمعالعراقي، الذي لم يشهد هذه الظاهرتين قبل سنة 2003.
وفيما يخص جرائم العنف والقتل الأسري فقد بلغ مجموع دعاوى العنف الأسري فيالعراق خلال سنة 2020 حوالي (15000) خمسة عشر ألف قضية، بواقع (9000) دعوىتتعلق باعتداء الزوج على الزوجة، بينما سجلت المحاكم العراقية حوالي (16.861) قضيةفي سنة 2019 .