كتبت : فينوس فائق
تعقيبا على مقالة بعنوان (خائن! طلقني!) للكاتبة نادية الكتبي، المنشورة في العدد 62 من جريدة المستقل، بتأريخ 2022-03-06
من المؤلم أن يختزل خطابنا تزامنا مع الذكرى السنوية ليوم المرأة العالمي هذا الكم منالسلبية و تشجيع النساء على القبول بواقع مؤلم، بدلا من رفع معنوياتهن ببعضالسطور التي لربما يساعدهن على أن يستعدم ثقتهن بأنفسن و يتعلمن التفكير بشكلإيجابي أكثر و يخرجن من دائرة الدونية التي وضعهن المجتمع فيه، تلك النظرة التييجدنها أو البعض منهن، أنها عادية و مقتنعات أن المرأة تستحقها ببساطة لأن الرجليريدها هكذا. و من غير المعقول و المنطقي عندما نكون كتابا و نصنف أنفسنا ضمنشريحة مثقفة، من المفروض أن على عاتقنا رسالة إنسانية سامية، و مسؤلين عن كل كلمة وموقف يحسبان علينا، أن نخاطب النساء، و نطلب منهن أن يقبلن بالذل و المهانة و أننجمل الخيانة فقط لأن الفاعل هو رجل.
من الإجحاف أن نطلب من المرأة التغاضي عن أبسط حقوقها تحت ذريعة المحافظة علىكيان أسرة، أصلا شريكها لا يحافظ عليه بل و يستهين بقيمتها الإنسانية و أن نبرر له أنهكان يبحث عن إمرأة أخرى لأن له شهوات –أكثر من المرأة– و لا يكتفي بواحدة، و بذلك نبررظاهرة تعدد الزوجات التي لا يخفى على أحد المصائب التي تحدث بسببها، لا بل نوبخالمرأة التي تثور لكرامتها و نطالبها بالسكوت و إغلاق باب العقل على نفسها و ان تواصلحياتها مهدورة الكرامة في كنف رجل يفكر بشهواته و غرائزه أكثر مما يفكر في التماسكالأسري و الأجواء التربوية الصحية لتنشئة أبناءه التنشئة الصحيحة.
يقال أن الرجل يتزوج بأخرى لكي لا يلجأ إلى الخيانة و يبتعد عن الفاحشة. هكذا يبررالكثيرون ظاهرة تعدد الزوجات. بدلا من المطالبة بالمزيد من القوانين التي تنظم العلاقاتالإنسانية على أساس إنساني متساو بين الرجل و المرأة و المطالبة بقدر أكبر من الحقوقو إحترام إنسانية المرأة. فكاتبة المقال تتسائل: “هل من الضروري أن تنفعل الزوجة و تطلبالطلاق من أجل إرضاء غرورها و عدم المس بكرامتها بإعجاب زوجها لإمرأة أخرى. علما أنالدين الإسلامي يحلل الزواج بأربعة“. و تضيف: ” في الحقيقة إن الأنانية لدى البعضلتدمير أسرة كاملة من أجل التلذذ بالإنتقام“. كم وجدت هذا الكلام ركيكا و كأنها تخاطبإمرأة بعينها و ليس مجتمعا بأكمله. أندهش كيف تصف الإحساس بالإهانة و عدم القبولبأن تتقاسم الرجل الذي تحبه مع إمرأة أخرى بالأنانية و التلذذ بالإنتقام؟ في حين كانالأجدى بها أن تطالب بمزيد من القوانين التي تحد من ظاهرة تعدد الزوجات و تعاقبتزويج البنات الصغيرات و غالبا من رجال متزوجين أصلا، طمعا من أهاليهم بالمبالغ التييدفعا الرجل لأهل العروس، غير مبالين بسعادة إبنتهم. أي تماسك أسري ستدمره المرأةعندما ترفض زواج زوجها من أخرى، و كلنا على دراية بالمشاكل التي يعاني منهاخصوصا الأطفال في مثل هذه الأسر، التي حتى و إن إدعى الرجل أنه يعدل بينهن، إلا أنمجرد مشاعر الكراهية بين الزوجات تنتقل تلقائيا إلى الأطفال فيما بينهم و هذا بحد ذاتهكاف لكي يجعل الجو التربوي الأسري غير صحي لتربية الأبناء و تنشئتهم التنشئةالصحيحة.
لست أدعوا إلى التمرد، لأني لست من النوع المتمرد، كما أنني لست من النوع الخنوعالذي يقبل الذل الذي لا يليق بإنسان سواء إمرأة أو رجل، فمقالة السيدة نادية الكتبي هيدعوة مبطنة لتعدد الزوجات، في الوقت الذي نحن أحوج من ذي قبل إلى تجديد الفكرالديني بما يتناسب مع روح العصر و الإبتعاد قدر الإمكان عن الأفكار التي تسبب عقد ومشاكل تربوية سيعاني أطفالنا آثارها المدمرة من الناحية النفسية. و أخيرا أقول منالسهل إطلاق النظريات حين لا يعنينا الأمر بشكل شخصي و لم نذق بعد ذلك الإحساسالمر عندما نكتشف أن زوجنا معجب بإمرأة أخرى و يبادلها عبارات الحب و الغرام و يغرقهافي العواطف و يدخلها علينا في البيت زوجة ثانية له