المتنبي يولد من جديد

نجوان العتابي

 

بعد الانفجار الذي حدث في 2007 في شارع المتنبي الذي خلف شهداء وجرحى، وتسبب بتدمير المحال القديمة والمباني الاثرية , قامت امانة العاصمة بجهد متواصل استغرق عدة أشهر في اعادة الروح والالق لهذا الشارع الشهير ، الذي يعتبره البعض رئة العراق الثقافية و المعرفية ، و وسط اجواء احتفالية وحضور كبير ، تم افتتاح الشارع مساءً ، وكأنه بعيد لبغداد. ثقافة لليل التي ابتدعتها منذ ان كان ابو نؤاس يسامر الرشيد في ليل الزوراء البهي والقمر يعكس نوره على مياه دجلة ، وهذه اول فعالية تقام ليلاً ، لقد اعتاد رواد المتنبي من مثقفين وكتاب واعلاميين ارتياده كل يوم جمعة، لكنهم وجودوا في متعة اخرى في مساءٍ مختلف من مساءات بغداد ، زينت ارصفة شارع المتنبي وبناياته بالانوار ، وافق ذاكً العديد من الفعاليات الثقافية والفنية، وسط دهشة المحتفلين في اناقة المتنبي الجديدة ، المكتبات بهية تزدان بمختلف العناوين الادبية التي تعرضها للرواد ومحبي الكتب .

امين العاصمة المهندس علاء معن قال للصحفيين : ان ” الترميمات تضمت وضع الانوار وتزيينها وتنظيف الشوارع والجدران وتأهيل الانارة  وتأهيل شبكة الماء والكهرباء ولوحات المحال وخطوط الطاقة الكهربائية.
و وصف عملية اعادة اعمار المتنبي بـ ” ازالة الغبار ”
ان افتتاح المتنبي يعد نقطة تحول مهمة في احياء بغداد القديمة ونأمل ان يستمر دون المساس بالتراث القديم الذي يكون معروفاً لدى الاوساط الثقافية العراقية و العربية.
ان اعادة الحياة الى معالم بلاد الرافدين الحضارية التي طالما استنزفتها الحروب والازمات المتشعبه و التي اثرت سلبا عل حيويتها الثقافية وخاصة في العاصمة بغداد تعتبر الخطوة الاهم في عودة مسيرة الرقي والتطور واللحاق بركب الحياة والعالم .
لقد كان شارع المتنبي يعاني من الاهمال فجاءت مناشدات النخب الثقافية والادبية ببثمارها، واتت اكلها و بدعم من جهات اهلية ، تم رسم المشهد بصورته الجميلة ، وأعيد للمتنبي بعضا من زهوه ،

و لا زال الكثير من معالم العاصمة والعراق ككل، التراثية والتاريخية مطمورة تحت ركام النسيان والإهمال والأوساخ، والمؤمل م أن يشكل  افتتاح شارع المتنبي بحلته الجديدة هذه، خطوة أولى تعقبها خطوات أكبر نحو الارتقاء بالواقع الثقافي العراقي ومعالمه وبناه التحتية.
ان اعادة اعمار المعالم التاريخية س سيسهم في تعزيز الجذب السياحي و التعرف على المعالم التاريخية المهمة فالبلد زاخرا بالمعالم الثقافية والحضارية العريقة لكنها تعاني من الاهمال والنسيان وعدم الاهتمام علئ مدى حقب طويلة.
ويُعد شارع المتنبي من أكبر المراكز الثقافية في بغداد والعراق لوجود العديد من المراكز الادبية فيه وبالأخص مقهى الشابندر الذي هو أكبر تجمع للشعراء والرسامين والأدباء والمثقفين  والمهتمين بالشأن السياسي والاجتماعي والثقافي.
لقد ولد المتنبي من جديد ونامل ان يولد الرشيد وباقي شوارع بغداد الجمال والفن .

(Visited 4 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *