د. احمد الميالي
منذ أن شنت حركة حماس هجومًا واسع النطاق عبر الحدود على إسرائيل خلال الايام الماضية قامت بنشرمقاطع فيديو وصور بيانية توثق هجمات جماعاتها على الإسرائيليين في وسائل التواصل الاجتماعي، لاسيما على منصتي Telegram وX، المنصة التي كانت في السابق المعروف باسم تويتر.
ردًا على انتشار هذا المحتوى، تلقى مالك X ايلون ماسك بالفعل خطاب تحذير من مااعتبرته مفوضية الاتحادالأوروبي نشر معلومات مضللة على المنصة في انتهاك لقانون الخدمات الرقمية للاتحاد الأوروبي، بينمااستدعى وزير التكنولوجيا في المملكة المتحدة المديرين التنفيذيين لوسائل التواصل الاجتماعي، للمطالبةبما اسماه بإزالة المحتوى العنيف من منصاتهم: (فايننشال تايمز، الغارديان)
كما هو الحال مع جميع الصراعات، فإن المعارك بين الكيان الصهيوني وحماس على الأرض تتبعها الآنمعارك على الساحة المعلوماتية، إن نشر حماس للمحتوى الهجومي على وسائل التواصل الاجتماعي يمثلفي كثير من النواحي تكتيك عسكري مصمم لمهاجمة الروح المعنوية الإسرائيلية وزيادة قوة الردع لديهاخاصة مع امتلاكها رهائن إسرائيليين تحتجزهم الجماعة.
لقد استفادت حماس وجماعات المقاومة الفلسطينية من عدم وجود إشراف على المحتوى الاعلامي فيمنصتي X وTelegram على وجه التحديد من أجل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كسلاح.
ولطالما استخدمت القوات الإسرائيلية أيضاً وسائل التواصل الاجتماعي لتشكيل التصورات المبالغ فيهاللصراع الإسرائيلي الفلسطيني من أجل إحباط معنويات خصومها والحفاظ على الدعم من حلفائها، وهيمستمرة في القيام بذلك فيما يتعلق بضرباتها الجوية وعملياتها في غزة حاليا .
تتعلق المعركة الأوسع الانحول المعلومات المتعلقة بالسرديات المحيطة بالحرب، مباشرة بعد هجوم حماس، اذتطرح تساؤلات محورية حول كيفية تأطير الحرب – ولماذا حدثت هذه العملية؟، ومن يقع عليه اللوم؟، وما هيالتكتيكات المبررة للرد الاسرائيلي ؟ ومع ذلك، فإن العديد من تلك المناقشات تتجاهل قوانين الحرب التيتنطبق على هذا الصراع وتنقاد حسب ماتسوقه وسائل التواصل الاجتماعي والاخبار المنشورة فيها دونقيود او موانع ووفقا من منظور الطرفين ومن يقف معهما او ضدهما.
ان الصراع على نشر المعلومات وفق سردية كل طرف يحدث بشكل موازِ للحرب على الارض، وبالتالي فانالفوضى في وسائل التواصل الاجتماعي، سلطت الضوء على حرب المعلومات المحيطة بها أيضاً علىالمعايير المتباينة لحقوق حرية التعبير الفردية التي يتم تطبيقها الآن على هذه المنصات العالمية استنادا الىولايات قضائية مختلفة، سواء مثلا على مدى المعلومات المضللة في حالة الاتحاد الأوروبي، أو الأضرار عبرالإنترنت في حالة بريطانيا العظمى، التي تم ذكر امثلتهما في اعلاه.
مايحصل الان من حرب معلوماتية واستثمار لفضاء التواصل الاجتماعي المسيس او غير المراقب يعكسبشكل واضح وجود تأثير كبير على طبيعة الصراع الواقعي الدائر بيت الكيان و غزة ، وقد يستمر طويلا وانانخفضت مستوى العمليات على الارض، مشكلا مسارات وتصورات خاطئة لطبيعة مجريات الصراعومقدماته، وفي الوقت نفسه تشكيل المناقشات المستقبلية حول تنظيم وسائل التواصل الاجتماعي خاصة ابان الازمات والحروب.