الحائط
ساعات العزله التي يصحبها الخوف، تمر كحلم ثقيل، تحفر في النفس اخاديد، لكن في ذات الوقت تصحبها احلام باملمبهج كصيد جواهر من قاع البحر، ايام العزلة التي يصحبها الخوف، تمر كاضغاث مغلفة بغيوم لا تدري الى اين تسير، لكنفي ذات الوقت يصحبها امل كحقل زهور مكسوٍ ببريق و لمعان، سنين العزلة التي يصحبها الموت، تمر كغيمة سوداء تجثم فوقالصدر و لا يصحبها الا الحرقة و الخوف الابدي.
في ذات الزنزانة، كنّت و لمدة شهر، لا اكترث كثيرا، اغني، اطلب كتبا كي أقرأ، اسمع ضراطي لوحدي و استمتع، مر الشهرسريعا، لم يسأل عني اي احد، كنت لوحدي، مرت ثلاثة اشهر، بدء الاحساس المبهم يقلقني، اهو الانتظار المر؟ اهو الخوف، وانا الذي عاهد نفسه ان لا مكان للخوف في حياتي، و بعد مرور العام الاول، صار الخوف خدرٌ اسود، تناسل في رأسي،حيث لا احد لا شيء ينتظرني، لا احد لا شيءٍ يسأل عني، اصبحت كمن لا حاجة للاخرين بي، لا احد لا شيء يحتاجني، وانا لا حجة لي بالآخرين.
للصمت دوي مزعج في الرأس، للصمت دوي في الفراغ، فراغ الزمان الذي يطول و يطول و ما من شيء او احد يملأه، فقداصبحت كل الصراخات فراغ، ازيز الباب الذي يفتحه الحارس ليس له تاثير لانه فراغ، و اصوات الاواني فراغ، حتى صوتالضراط فراغ.
لم يعد للايام معنى، و لا للسنين، لان المعنى غادرني او انا الذي غادرته، لا ادري، لكن سيان، طعم الزمن اتشح بالزيف كماالاكل المعدل وراثيا، فكل الاشياء حين تعدل وراثيا تغيب عنها رائحتها و طعمها، فالايام اصبحت كالخضار الحاليه دون رائحة.
ربما المقصود من هذه الحرب البيولوجية الاخيرة هو تعديل الانسان وراثيا، او ربما جعلة في قطيع جديد، اعني تحديث معنىالقطيع و بهذا ناتي على صنع الراحة الابدية للجميع.
امير الخطيب