تقرير / مريم ماجد
الطب البديل او ما يطلق عليه أحياناً. بالطب المكمِّل ، وهو عبارة عن مجموعة من العلاجات التي لا تشكل جزءا من منظومة العلاجات المعروفة في الطب التقليدي ” الادوية الكيمياوية” بل هي الاعشاب الطبيعية ، معظم العلاجات التي تندرج ضمن هذا المجال مصدرها من قارة اسيا، من دول مثل الصين والهند، ثم انتقلت الى بلدان العالم الاخرى ومنها العراق ، و على الرغم من أن علاجات الطب البديل طورت إلا انها. تبقى خارج المنظومة الطبية العلمية المتعارف عليها ويدمج الطب البديل في أساليبه العلاجية الأعشاب الطبية، اللمس ، والتأمل واليوغا والابر وغيرها.
في العراق
اصبح التداوي بالاعشاب في العراق منتشراً بشكل واسع بسبب الفقر الذي يلعب دورا في رواج هذا النوع من الاستطباب ، بالإضافة لتراجع الخدمات الصحية في المستشفيات، وجشع الاطباء.
إذ باتت عيادات الطب الشعبي ( عيادات الأعشاب) قبلة العراقيين من الفقراء، أذ تنتشر في الأحياء الشعبية الفقيرة، بعد أن وصلت نسبة الفقر في العراق إلى أكثر من 22% وفق إحصاءات وزارة التخطيط العراقية … و فشل وزارة الصحة العراقية في توفير خدمات للمواطن دفع الفقراء منهم الذين لا يملكون ثمن مستشفيات القطاع الخاص للتوجه إلى هذا النوع من العلاج.
ونتيجة للسياسات الخاطئة المتعاقبة في إدارة شؤون الدولة ، والقطاع الصحي بشكل خاص تردى الواقع الصحي. وسلمنا او استسلمنا الى اللجواء الى هذا النوع من العيادات التي تفتقر لابسط مقومات المستلزمات الصحية. ونتيجة لتري الوضع الاقتصادي أصبح الكثير من العراقيين ، كما اصبحوا مجبرين على التوجه لهذا النوع من العلاج .
مستشفيات دون علاج
في جولة “المستقل” لاستقراء اراء الناس حول ظاهرة انتشار عيادات طب الاعشاب او ما يسمى بعيادات “الطب النبوي”
قال لنا ماجد عبداللة: (51 عاماً)، أنه لجأ لهذا النوع من العلاج وترك المستشفيات الحكومية كونها “بلا حياة ولا فائدة”. ذاكراً في حديث لـ”المستقل “، أنه يعاني من أمراض الضغط وآلام في فقرات الرقبة وفقرات الظهر وألم في الكلى، ” ويقول : ذهبت الى المستشفيات الحكومية لم أحصل سوى على مسكنات وبأسعار باهظة الثمن. لهذا لجأت إلى الطب البديل وبدأت بالتحسن، فتركت الأدوية وأسعارها الجنونية التي كانت تستنزف معيشتي وقوت وأسرتي.
ذوي الخبرة والاختصاص
البعض يتسائل هل التداوي بالاعشاب قادر على شفاء الامراض المستعصية ، وهل يستطيع اطباء الاعشاب تحدي الاطباء الاكاديمين ؟
يحدثنا السيد كرار حبيب صاحب اقدم معشب في العراق وهو وريث مهنة الاباء والاجداد عن مهنته يقول : تسلمت العمل وانا لست غريبا عن هذه المهنة توسعت بعملي بمساعدة اولاد اخي كون احدهم مختصاً بعلم الكيمياء اعتمدت في عملي على الجانب العلمي.. الان وبحمد الله وفضله تحديت اطباء العالم بشفاء أمراض مستعصية مثل مرض البهاق والصدفية ومرض داء الذئب الاحمراري كل هذه الامراض اعالجها وبنسبة شفاء مضمونة، المشكلة التي نعاني منها هي عدم توفر المواد بشكل علمي. واضاف: لا انكر وجود الطب ولكننا في عملنا ايضا نعتمد الاساليب العلمية المميزة فضلا عن وجود دائرة خاصة تابعة لوزارة الصحة مهمتها مراقبة عمل العشابين.الاعشاب الطبية هي ليست وليدة اليوم ولا بدعة ابتدعت في هذا الزمان، واذا ترجع الى التاريخ الموغل في القدم ستجد ان جميع الحضارات اعتمدت اعتمادا كليا على طب الاعشاب واعتمد المسلمون الاوائل اعتمادا كليا على هذا الطب حتى سمي بالطب النبوي.وتطور هذا العلم شيئا فشيئا حتى اصبحت بغداد في زمن العباسيين
اكبر صيدلية تهتم بطب الاعشاب انذاك، نعم هناك الكثير من الامراض التي عولجت بالاعشاب وبلغت نسبة نجاحها درجات متقدمة، نحن نعتمد الاسلوب العلمي الدقيق في عملنا وبالتعاون مع الجانب الطبي بمعنى. لا يمكن ان اعطي علاجا من دون تشخيص الطبيب حتى يكون باستطاعتي تشخيص المرض.
تتفق رؤية السيد كرار في تقديم رأي الطبيب الاكاديمي والتقارير الطبية في مسألة العلاج مع رؤية العشَّاب ابو زمن الحلي (53عاماً)،
الذي اكتسب مهنة التداوي بالأعشاب منذ نعومة أظافرة على يد أحد العشابين، يقول :. أن “عملية توصيف العلاج للمريض تتم على ضوء نتائج التقرير الطبي الصادر عن الطبيب المختص، مع مراعاة حالة المريض من الناحيتين النفسية والجسدية…
فعالية عالية المستوى
وفي جولتنا مررنا على احصائيات لوزارة الصحة العراقية فقد فوجئنا بان
عدد المعاشب الطبية في عموم المحافظات العراقية بلغت نحو 355 معشباً مجازاً من قبل وزارة الصحة العراقية”، مؤكداً أن وزارة الصحة أولت اهتماماً كبيراً بهذا الطب، الذي وصفه بــ”الأصيل” وأخصائييه من العشابين. وبحسب المتحدث فإن المركز أغلق الكثير من المعاشب
الطبية غير المجازة من قبل وزارة الصحة.
وتنتشر العديد من محلات العشابين في الأسواق المحلية في العاصمة بغداد واغلب المدن العراقية، فيما يتكفل العشابون بمعالجة مرضاهم بصورة دورية ومدد معينة تتمثل بعلاج الأمراض المزمنة والمستعصية والعقم وتساقط الشعر والترشيق والتسمين والأمراض الجلدية وغيرها من الأمراض..
السلامة والصحة
تَُعّد السلامة من الاعتبارات المهمة الأخرى. على الرغم من أ َّن بعض ُ معالجات الط ّب التَّكميلي والبديل يمكن أن يكون لها آثار جانبية محفوفة بالمخاطر، فإ َّن أكبَر خطر يحدث عندما تجري معالجةُ الشخص بعلاج من الطب التَّكميلي والَبديل غير مثبت بدًلا من الأسلوب الطبي التقليدي
المثبت. ولكن، فيما يتعلَّق بخطر ُمعالَجات الطّب التَّكميلي والَبديل نفسها، يكون بعضها آمنًا بشكٍل واضح. ومن الأمثلة على استخدام التأمل لعلاج الألم، والوخز بالإبر لعلاج الغثيان، والُيوغا لتحسين التوازن، أو شاي الزنجبيل للمساعدة على الهضم. ولكَّن البعض الآخر يمكن أن يكو َن ضارا وبما أ َّن الأدويةَ العشبية والمكملات الغذائية الأخرى (التي تُستخدم في العديد من المعالَجات البديلة) لا تخضع لنظام الأدوية من قبل إدارة الغذاء والدواء، فإ َّن مصِنّعيها لا يضطرون الى إثبات سلامتها .
واخيرا هناك جدل واسع واراء متفاوتة بشأن هذا الطب فهناك من يقول بإنه ناجح ولكن لا يلغي دور الطبيب الحقيقي ولا يعالج كل الحالات بينما هناك من يحكم عليه بالعلم الزائف، بينما يرى آخرون ان دخول النصب والدجل في بعض انواع هذا الاساليب العلاجية جعل البعض يحكم بنفي صحته.