الفنانان الكبيران منير بشير وطالب القرة غولي يمثان
قمما في ساحة الغناء والموسيقى.بشير موسيقار عالمي
سجل اسمه بحروف من ذهب بين اكبر العازفين والمؤلفين
الموسيقيين في العالم وحصد اكبر الجوائز والاوسمة ومفاتيح
المدن التاريخية .وطالب القرة غولي هو اخطر ملحن انجبته
اللحنية العراقية وقدم للاسماع اهم الاغاني من سبعينات
القرن الماضي ولحد وفاته قبل سنوات. منير اسس الدائرة
الموسيقية بوزارة الثقافة والاعام بعد ان عاد من هنغاريا
واسس مهرجان بابل وفرقة التراث الموسيقية ومعهد
الدراسات النغمية الذي خرج اهم مطربي وملحني الموسيقى
العراقية كنصير شمة وكاظم الساهر وغيرهما.وطالب كان مديرا
لقسم الغناء والموسيقى في الاذاعة والتلفزيون اي كان مسؤولا
عن اجازة الاصوات والالحان وكلمات الاغاني في العراق، وفي
عهده كان العصر الذهبي للاغنية العراقية. كانا يتعاونان في
شأن الغناء والموسيقى ويكمان بعضهما، لكن في يوم ما
انفرط عرى التعاون وتبدلت علاقة المحبة والتعاون الى خصام
وشجار وشكوى الى اعلى المستويات، بسبب ان الفنان طالب
القرة استخدم الة الزرنة الشعبية في اغنية اعزاز لياس خضر
واجازها رسميا.وحين علم منير زعل كثيرا واستشاط غضبا جاء
بنفسه لمبنى الاذاعة يهدد ويرعد، لان الزرنة كانت تستخدم
في الاعراس والمناسبات الشعبية وليس في الاغنية وحاول
منع ذلك بنفسه. لكن القرةغولي كان قويا ومسنودا من
السلطة وكانت حجته في تمرير الاغنية انه استخدم الة الزرنة
بطريقة علمية صحيحة ونجح فيها. وبالرغم من المحاولات
المستميتة لمنير لم يستطع ايقاف مسعى القرةغولي الذي لم
يكترث كثيرا للحادثة، بل ظل صامدا بوجه تيار بشير وسجل
الاغنية وبثها، ومن يستمع لاغنية عزاز يلمح بوضوح حاوة
الصوت وجمالية استخدام الزرنة فيه. وربما يعتقد بصوابية
القرةغولي ..رحمهما الله كانا عنوانا لنهضة الاغنية والموسيقى
في العراق.
الزرنة بين القرة غولي ومنير بشير
(Visited 17 times, 1 visits today)