هذه خلاصة المعمعة ..

هذه خلاصة المعمعة ..

 

محمد الطائي || كاتب ومحلل سياسي عراقي

 

 

ما لا يُعلن عنه في تشكيل الحكومة العراقية :
المفاوضات بين الكتل السياسية لتشكيل الحكومة مستمرة ، ولدينا بيتان شيعيان (احدهما حصل على اعلى المقاعد والاخر يحاول جمع العدد الاكبر ) وبيتان كرديان (البارتي واليكتي) متحالفان وآخران سنيّان (تقدم وعزم) مازالا يتفاهمان بشأن المناصب بينهما .
وقد تبدو الكنل السياسية مختلفة فيما بينها في بياناتها وتوصي وسائل اعلامها ومتحدثيها بتأجيج المواقف اذا لم تحصل على حصتها في الحكومة وقد تعطينا الكتل السياسية المختلفة علنا والمتحالفة سرا مع بعضها البعض، قد تعطينا انطباعا ان كل مايحدث هو لمقتضيات المصلحة العامة وبدوافع وطنية خالصة وربما قربة الى الله تعالى .
لكن الذي لايعلن عنه هو التالي:
يتم جمع عدد المقاعد التابعة للكتلة الواحدة سواء كانت تضم عدة احزاب او كتل سياسية في ائتلاف معين ويتم تقسيم عدد المقاعد على 10 ، والناتج هو عدد الوزارات التي تحصل عليها الكتلة مطروحا منه مايلي :-
منصب رئيس الوزراء من 30 الى 35 مقعدا (تقريبا) من الكتلة (الشيعية) ، ومنصب رئيس مجلس النواب من 25 الى 30 مقعدا من الكتلة السنية وكذلك منصب رئيس الجمهورية 20 الى 25 مقعدا (اقل او اكثر).
واما عدد المقاعد المتبقية للكتلة يقسم على 10 والناتج هو عدد الوزارات التي تريد الكتلة الحصول عليها بغض النظر عن تسمية الوزير مثلا :-
الداخلية للشيعة ( تاخذها الكتلة رقم 2 في التحالف الشيعي) والدفاع للسنة تاخذها الكتلة او الحزب رقم 2 في التحالف السني والمالية للكرد يعطى للكتلة التي لم تستلم منصب رئيس الجمهورية وتبقى الاعتراضات من قبل الاحزاب الصغيرة المنضوية او المتحالفة في كتلة كبيرة يتم ترضيتها بالمناصب ( الشرفية) التالية :
النائب الاول والثاني لرئيس مجلس النواب وكذلك النائب الاول والثاني لرئيس الجمهورية وبالطبع النائب الاول والثاني لرئيس مجلس الوزراء مع الاصرار على تطبيق المحاصصة (شيعي كوردي سني واقليات )
وما يتبقى من مناصب يتم توزيعه بين الكتل المتحالفة والمعترضة بالشكل التالي :
وكيل وزير عدد 10 للكتلة الاكبر ، وكيل وزير عدد 7 للكتلة المتوسطة الحجم ، وكيل وزير عدد 5 للكتلة الاصغر ، وكيل وزير عدد 3 للمعترضين، وهكذا .
واما السفارات وما تحتويه من مناصب ك( القائم بالأعمال) و( القنصل) و( السكرتير الاول) فيتم توزيعها بين الكتل جميعها حسب النسبة والتناسب ابتداء” من الاكثر عددا نزولا الى الاقل عددا ، ويكون للوفود المفاوضة الدور الاكبر والاكثر تاثيرا في الحصول على اكبر عدد ممكن من المناصب التي ستشكل مصدرا ماليا جيدا (لاحقا) للكتل والاحزاب من خلال العقود والمشاريع التي سيتم ابرامها (خدمة للشعب) !!
ثم تدخل الكتل المتحالفة (جميعها) في صراع لتوزيع الدرجات الخاصة والهيئات المستقلة
والمدراء العامين وغيرهم ، فضلا عن رئاسة اللجان النيابية المهمة
( النفط والطاقة ، المالية ، النزاهة وغيرها من اللجان النيابية الاخرى )
وعندما يتم الانتهاء من اغلب التفاهمات بين الكتل السياسية ، ويأخذ كلٌ حصته من الحكومة توصي الكتل السياسية وسائل اعلامها (جميعها) بالتهدئة وقد تعلو بعض الاصوات ( المستقلة ) على طريقة تشكيل الحكومة ليقال لها اذهبي (ايتها الاصوات المستقلة) للمعارضة لتقوية اداء الحكومة ، علما ان الحكومة التي ستكون تابعة للكتل السياسية لاتهتم كثيرا لمن يعارضها او ينتقد اداءها وقد تقمعه كما حدث سابقا لكثير ممن عارضوا اداء الحكومات السابقة ، وبعدها سنشاهد سيناريو تشكيل الحكومة عبر فضائيات الكتل السياسية نفسها التي ستصوره لنا و لاتباعها باعتباره نصرا مؤزرا حققته الكتلة السياسية لتنفيذ مطالب الاتباع والمريدين والمحبين نعم ، سنتابع تشكيل الحكومة ، الرئاسات الثلاث اولا ثم السلطة التنفيذية ( الوزراء) حيث سيتم اصدار الكتب التي تحتوي على القرارات والاوامر الديوانية التي تبدأ بعبارة لمقتضيات المصلحة العامة !!

(Visited 16 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *