أسماء الرومي || كاتبة عراقية
في العمق البعيد للادراك ثمة صخرة، عادة ماتكون صلدة، تحبس تحتها براعم الحياة بعيدا عن ضوء العالم.
لا يمكن لاي انسان ان يتغير من دون ان يزحزح تلك الصخرة ونادرون هم من يستطيعون تفتيتها.
الحياة رمادية و وحدك القادر على منحها صبغة اخرى تختارها انت . تمسّك بحلمك، وعلى قدر شدة قبضتك كن واثقاً من انه سيتحقق، وانك تستحق الافضل دائماً وابداً .
ولا تقتصر الحياة على هذا النوع من الصخور فهناك الكثير الكثير منها، أحيانا تكون على شكل اناس بدمهم ولحمهم، والأغرب من ذلك ان اولئك قد يكونون اقرب الناس اليك، لا يمكنك ان تعبر حياتك بشكل سليم بسببهم، سيجثمون كصخرة ثقيلة وقاسية عليك ، تمنعك من المضي قدما، انا احد الذين ما زالوا يعانون من تلك الصخور، لاحظ انني لم اقل صخرة ولكنها صخور ، وعلى الرغم من ما حققته و يراه الاخرون انجازاً لا بأس به، الا انني عانيت كثيراً من حيث كانت تلك الصخور سبباً كبيراً في الحد من نشاطي الابداعي وتقدمي، لكنها من جهة اخرى كانت دافعاً لاصراري وثباتي ولو لم اكن بهذا القدر من الايمان بذاتي لتراجعت منذ زمن طويل.
القيمة هنا تعود لرؤيتك وحجم اداركك لوجودك في الحياة وعدم التأثر سلبا بنظرة الاخرين لك و لأهدافك، فالتركيبة البشرية غريبة الى حد ان لا أحد يمكنه معرفتها كما يجب.
لايمكننا معرفة ما يكمن في قلوب الاخرين اتجاهنا، فاغلب البشر يتفوهون بما لا يعتقدون، و الاناس الاسوياء عملة نادرة في زمن التشوهات الكونية وخصوصا في مجتمعنا العراقي، المجتمع الذي نخر جسده الجهل والتمسك بالعادات القبلية التي لم تعد تتلائم مع العصر ، فهناك خلل كبير بين ما نعتقده وما نعيشه، وهذه هي صخرة اخرى تفق عثرة في طريق التقدم، صخرة المجتمع والعادات والتقاليد البالية ، وربما هي الصخرة الاكبر التي بأزاحتها يمكن ازاحة ماسواها، فمن غير المنصف ان تستبعد المرأة في زمنٍ كهذا عن اي حقل عملي او ابداعي فقط لكونها امرأة . قد يقول بعضهم لم يعد هناك شيء كهذا، ولكنني وبكل اسف أؤكد ان الاغلبية العظمى من النساء عانت وتعاني من سطوة المجتمع، وهذه المعاناة وآثارها المأساوية تنعكس عليها انعكاس قاس كفرد له تطلعاته وكيانه ورؤاه، ولا بد ان نذكر صخرة اخرى وقد تكون هي امتداد للاخيرة، وهي صخرة التعليم والتمكين فهما العامل الاول لقوتها أو ضعفها في حال حدوث العكس . وليس ما ذكرته سوى نقطة في بحر تلك الصخور العنيدة والتي تحيل حياة ملايين النسوة العراقيات إلى جحيم..!