انتخابات الادباء ،، وقفة محبّة …!! / عبد السادة البصري

انتخابات الادباء ،، وقفة محبّة …!! / عبد السادة البصري

مواويل جنوبية

عبدالسادة البصري

في العاشر من الشهر المقبل سينعقد المؤتمر الانتخابي لأدباء العراق ،، والانتخابات ليست لعبة كلمات متقاطعة ، بل هي إيكال مهمة ما إلى شخص عليه أن يحترمها ويصونها ويقوم بخدمة منتخبيه على أكمل وجه !!
ذات يوم حدّثني أبي عامل الميناء الذي كسر ظهره انقلابيو شباط الأسود وفصلوه من عمله ، ليعود إليه عام 1966 ثم يُحال على التقاعد صحياً عام 1970 قائلاً :
يا ولدي إذا أردتَ أن تنتخبَ أحداً لأيّ مهمةٍ ما ، عليكَ أن تجدَ فيه ثلاثَ خصال ــ النزاهة والأمانة ، الإخلاص في العمل ونكران الذات ، حب الوطن والناس ــ وإذا كانت هناك خصال حميدة أخرى فيكون اختيارك رائعاً ولن تخسرَ شيئاً ، فازَ صاحبُك أم لم يفزْ !
ظلّت كلماتُه منقوشة في ذاكرتي منذ الصغر ولحد الآن ، حيث فورة الانتخابات والترشيح والبحث عن منافع قد تكون شخصية أو فئوية أو ما إلى ذلك !
اليوم وأنا سأشارك زملائي انتخابات اتحاد الأدباء والكتاب في العراق في حزيران المقبل ، ارتأيت أن أستذكر تلك الكلمات ، لأننا لا يمكن أن ننجح إذا لم ننتخب الأصلح والأنزه والأفضل في كل شيء!
واتحاد الأدباء هذه المنظومة الثقافية العريقة التي يمتد عمرها لأكثر من ستين عاماً، علينا أن نقف عندها ونتفحّص جيداً من يريد أن يقود دفّتها ، لأن الأدباء هم الشريحة الأكثر إنتاجا إبداعيا رغم قلّة ذات اليد وحالة أغلبهم المعيشية الصعبة ، أطلب من المرشّحين وأنا واحد منهم أن يرموا ذواتهم خارج كيان الاتحاد ، ويعملوا بنكران ذات مع الجميع بلا فوارق أبداً ، وأن يكون عملهم خدمة للجميع بلا استثناء ، وان يبحثوا عن منافذ وحلول لكل معاناة للأدباء من أزمة سكن وبطالة وصعوبة معيشة وصعوبة إصدار نتاجاتهم في كتب خاصة ، وأن يعملوا على رفع مستوى النشاطات الثقافية وإشراك الجميع فيها بصورة متساوية وتوزيع عادل ، وإيصال صوت الأدباء وإبداعاتهم إلى طبقات الشعب كافة ، والخروج من القاعات والغرف المغلقة إلى الساحات العامة وما شابهها في الاقضية والنواحي، وأن تكون هناك مطالبة جادة بمنح الأدباء امتيازات خاصة بهم مثل ( قطع الأراضي ، أجور السفر ، العلاج والاهتمام ، طبع الكتب ، التفرّغ الكتابي) وكما معمول به في أغلب بلدان العالم، وان يكون هناك احترام وتبجيل لقيمة المبدع ، إضافة إلى النظر بعين المحبّة والتقدير والوفاء للمبدعين الكبار المرضى والمتعبين ،، وأن نواصل خطى البناء والتطوير التي قامت بها دورتنا التي وصلت اليوم إلى نهاية وقتها!
وأن نبتعد عن كلمات التسقيط والتقليل من قيمة بعضنا لبعض ، وان نترفّع عن كل كلمة أو شتيمة لا فائدة منها أبداً سوى الإساءة لبعضنا دون أدنى سبب ، لأننا أولاً وأخيراً هدفنا واحد هو خدمة الأدباء ، وأن نسعَ جاهدين لإشاعة ثقافة المحبّة والتسامح بين الجميع ،ونبتعد عن الأمراض النفسية ( الغل ، والحقد ، وإشاعة الكراهية ، والنفاق ،والأنا المنتفخة ، والقال والقيل ) التي تقلّل من شأننا قبل كلّ شيء ، لأنّ الأدب محبّة ومَنْ لا يفهمها لم ولن يكون أديباً حقيقياً أبدا !!
لا أريد أن أدخل في مزايدة على شيء أعرفه عند الأدباء جميعا، فهم أنقياء ، وطيبون ، ومحبّون لوطنهم وناسهم ، لكنّني أقول لكلّ واحد من أحبتي :ــ انتخبْ مَنْ تُريد ،، شرط أن تعرفه جيداً يحمل الصفات التي نبحث عنها جميعا …وأتمنى الفوز لمن يستحق ، ومبارك للجميع !!

(Visited 22 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *