ا
حيدر الموسوي
ذات مرة كنت مسؤول الاعلام واذا يتصل بي المسؤول الاعلى في طلبي من انه منزعج وثمة ضعف امام الإنجازات التي يقدمها … وتكلم كثيرا حتى افرغ ما في جعبته وعادتي ان استمع وبعد ان يكمل أبدا بالإجابة
أجبته على كل ما ذكر كلمة بكلمة وشرحت له مهنيا ان اغلب ما تحدث عنه لا قيمة له إعلامية ولن يكون ضمن اهتمام الناس وهي مجرد واجبات وليس انجازات وابتكارات جديدة ومختلفة وجزء من عمل المؤسسة الروتيني والذي اعتاد ان يقدمه السابقين وسيقدمه الدين سيأتون بعده وهذا أقصى ما يمكن ان تقدمه المؤسسة كون مهامها محدودة ولا يمكن لها ان تتطور اكثر بحكم حجم الصلاحيات فضلا عن التخصيصات المالية وارفقت معها إعفائي من المهام
نعود إلى إلى صلب الموضوع الكثير من المؤسسات الإعلامية الرسمية تجلب الضرر إلى المسؤول اكثر من النفع، وهذا نتيجة رهاب القائمين على تلك المكاتب الإعلامية والخشية من عدم قناعة المسؤول بالأداء الإعلامي على الرغم ان هناك الكثير من المهنيين في هذه الاماكن وهم زملاء ومحترمين وغير مقتنعين بما يقومون به ولكن في محاولة تسول رضا المسؤول الذي لا يفهم القصة الإعلامية ويعتقد ان كل شاردة وواردة ترتبط به يجب ان توثق وتنشر، بينما الكثير منها تأتي بنتائج عكسية وسلبية ويصبح محط سخرية بدل المدح والثناء…
قبل يومين تم تداول خبر من ان افتتاح المرحلة الاولى من تأهيل مستشفى الطفل المركزي في الاسكان ومن يقوم بالافتتاح هو السيد رئيس مجلس الوزراء؟؟؟؟؟
هذا المستشفى لي علاقة خاصة به منذ تأسيسه في عام ١٩٨٦وافتتاحه السنة التي تليه وحتى فقدان فلذة كبدي ولدي به عام ٢٠١٨
حينما تم افتتاحه في الثمانينات من القرن الماضي كنت موجود صغير السن انا ووالدتي ننظر إلى الافتتاح كون منزلنا بقربه وان من افتتحه هو المرحوم خالي الذي كان يشغل مدير عام في وزارة الصحة وقتها … ركز معي افتتح مدير عام ليس برئيس جمهورية ولا وزراء ولا وزير صحة ولا وكيل مدير عام فقط هو من قص الشريط وقتها
بسعة ٤٠٠ سرير حينما كان عدد العراقيين وقتها قرابة ١٦ مليون فقط؟ اي ليس ٤٣ مليون ولم يكن هناك هكذا امراض منتشرة وبهذا الحجم الكبير عند الأطفال مثلما يعاني أطفال اليوم من الاجيال الجديدة لاسباب كثيرة
وترميم اي مرفق حكومي لا يعني الشيء الكبير والأهمية بمكان ان يحتاج إلى وجود رئيس الوزراء بشخصه مع الكاميرات والتصوير وهذه الضجة اطلاقا
لانه اعادة تأهيل لبناية اسرة جديدة وصبغ وترتيبات لوجستية في حين المستشفى تحتاج إلى اجهزة متقدمة واهمها البيت سكان لفحوصات الأمراض السرطانية كون المستشفى فيها طابق يعنى بأطفال السرطان وامراض الدم والأورام وكلفة هذا الفحص مكلفة جدا في القطاع الخاص
بل الاولى الان هو اكمال المستشفيات التي تلكأت العمل بها من الحكومات السابقة باسرع وقت ممكن
وإنشاء مستشفيات جديدة مع تقنيات متقدمة كما تقوم به العتبات الان في كربلاء وهي ليست بامكانيات دولة
خاصة في ظل الضغط الحاصل على القطاع الصحي وتزايد النمو السكاني
السيد رئيس مجلس الوزراء المحترم
ابا مصطفى
رسالتي هذه هي ليست انتقاد أبدا
وتعلم جيدا نحن من الداعمين ونعلم جيدا بحرصك ومتابعتك لكن نعتقد ان منصبك اكبر بكثير من هذه التفاصيل الصغيرة جدا فهكذا خطوة ممكن ان توكل إلى مدير عام صحة الكرخ او وكيل وزير او حتى وزير الصحة كحد أقصى وليس دولتك بالتاكيد كون التحديات كبيرة جدا ومهامك هي رسم السياسات الاستراتيجية
وهكذا أمور لن تزيد من رصيدك الجماهيري اطلاقا
وهنا اود اشير إلى ملاحظة مهمة وأساسية
ليس كل من يقدم رؤية إعلامية يجب ان يكون وجه إعلامي او كاتب خبر بطريقة احترافية معروف
فمثلا هناك من اخفق في موقع معين كالزميل احمد ملا طلال الذي هو مقدم برامج سياسية ممتاز ولكنه اخفق حينما توكل اليه موقع المتحدث الرسمي باسم الحكومة
فيما كان الدكتور سعد الحديثي أفضلهم في مهام الناطق الرسمي وآجاد هذا الدور
فالكتابة والتلفزيون شيء وتقديم رؤية واستشارة شيء آخر