مزيد من الكلام

مزيد من الكلام

المخرجة النيوزلندية زكاية كافينيتش
نص مسرحية ” مزيد من الكلام ” لصالح كرامة مفتوح على كل التأويلات .
دبي / المستقل / ظافر جلود
في أبو ظبي كان هذا اللقاء مع المخرجة النيوزلندية زكاية كافينيتش، وهي تحضر لعمل مسرحي جديد للنص المسرحي الذي كتبه الكاتب الإماراتي صالح كرامة بعنوان ” مزيد من الكلام ” باللغة الإنكليزية ، مجموعة من الشباب الهواة الذين يقيمون في أبوظبي يتمرنون يوميا بجهد استثنائي لكي يقدموا العرض للجمهور العربي والأجنبي في الأمارات .
– تقول المخرجة الضيفة زكاية عن ماذا تريد أن تقوله في هذه المسرحية : المسرحية تعديني إلى مسرح الصراع الذي يقود في العادة إلى طرح الأسئلة البعيدة المتأججة ، لذلك أحاول أن أصغيها اخراجيا وبصريا للتواصل مع الكثير من المفاهيم الانسانية الشاملة التي تطرح هذه الاسئلة، باعتبار أن اي صراع يحمل قيمته، ولقد لمست هذا شخصيا حينما يبدا المسرحية بالارتجال، كما حدث معي في اللوحة الافتتاحية التي شاهدتها، فمسرحية (مزيد من الكلام ) تأليف المؤلف الإماراتي صالح كرامة جعلتني أتفوق على نفسي لأنها التي أصبحت لها قدرة على صناعة واعادة الفعل نفسه .
– وتضيف المخرجة زكاية عن القناعة التي توصلت لها مع نص يبدو متشابكا : عندما تصديت لمسرحية (مزيد من الكلام ) فأنني تصديت لمسرح يعتمد على الذهنية، إي أن النص ومن خلال انطلاقته يجعلك منطلقا معه ، ولهذا فمسرحية زيدا من الكلام مسرحية تهتم كثيرا بتتشظي تحدثه الشخصيات ، أنظر كيفية يحاول (فياض ) الشخصية المحورية في النص الذي يقود الحدث منذ البداية ، وكيف هو مغرم بحيواناته التي هي مملكته ، فشخصيته التي نسجها الكاتب، شخصية لا

يختلف عليها اثنين في أنها كانت تسير بالتمايز مع الحدث بشكل اعتادي وانسجام ، حتى عندما ثار على رفيقته “سندس” بعد عودته من الصحراء رأينا كيف تحول إلى شخص يجثم على حيواناته بشكل سريع وعلى سندس صديقة عمره ، وعندما جاءت نهايته جاءت بطريقة درامية، اي بان الحياة يمكن أن تكمل وتعيد الواقع إلى منطق .
– وبين ان تقرا النص وتجسده حركيا واقعيا تقول زكايه : النص والعرض يطرحان معا هذا السؤال المتأجج الجوهري، كنت أريد أن اسحب الفكرة نحو ذاتي وهذا ما يفعله إي مخرج، أن يضع نفسه مسودة للحدث، ولهذا كانت مساراتي في الإخراج متخيلة متدراكة وباحثة عن تراكيب الشخصيات، النص حكائي مشحون بالصور، وهو نسيج ذاتي في قالب حوار وبناء درامي، ولهذا لم اضف شيء على النص المكتوب بل جعلته يعيد نفسه بصريا بقوة ، أنه ينطلق من الصحراء في البدء من خلال بطل المسرحية الذي تحدثنا عنه (فياض ) يذهب إلى الصحراء لجلب القوت لحيواناته فيصادف أهل المدينة اللذين خرجوا باتجاه الصحراء يشكون الجدب الذي أصاب كل شيء في المدينة ، هم يشعرون بالجوع ويجتهدون في البحث عن رزق، كما هو فاعل من اجل حيوانته ، لذلك وجدت ان قيم الحياة لا تنفصل بين بينهما .
وعن اختلاف البيئة والتكوين بين عالم النص المحكي وبين التكوين للشخصي للمخرجة قالت : عادة المخرج يعيد نفسه لكي يكون في المقدمة، إي يضيف للورق رؤية اخرى من تجاربه او تجارب الذين خاضوها معه، وأنا من ضمن هؤلاء الأخذين بالحب ، فمثلا كانت كل المسائل تعتمد على أن يحاول الشخص الصبرعلى الحب والعواطف الواضحة فيه كل نصوص كرامة ، هكذا هي نصوص الكاتب كرامة مشحونة بالتفاصيل، حيث سبق وأن أخرجت له العديد من النصوص، بل أن رسالة الماجستيرالتي كتبتها كانت عنه وعن نصوصه، والتي هي في العادة تعيدك لترتيب أوراقك واحيانا تعيدك إلى نفسك اليتيمة ، كون المسرحية دراما تعتمد توليد صراعات التضاد مع النفس .
– وكيف يحدث ذلك في نص يتناول قضية الجوع والحاجة الى الحرية قالت : أنا لم اقل هذا، أنا قلت أن النص المفتوح على التأويلات يجعلك رهن ذاتك، وانا عندما كنت حبيسة نفسي مع هذا النص، وجدت أن كثير من التحول الذي يقصده المؤلف هو رهين ذاته، إي انه لديه مقولة يريد ايصالها، وأنا علي أن أترجمها،مع اني كذلك لدي مقولة في الوقت نفس، كلانا نحمل مقولة في المكان، وكلانا ندور في فلك يدور بنا من اجل الفرجة .
– وعن ماذا وجدت في البحث الإنساني لنصوص كرامة قالت المخرجة زكايه :أعتقد أن نصوص كرامة جديرة بالبحث وجديرة بالتأمل لسنوات قادمة ، لأن الأنسان على ظهر الكوكب ينتمي دائما للحياة اذا كانت كما هي أو كانت متغيرة ، كرامة لديه الحياة متغيرة، فأنا درست نصوصه جمعيها وقدمت رسالة الماجستير عنه وعن طريقة تأصيله للحياة، كما وأن المرأة تلعب دورا كبيرا في تألقها في كل جانب من تجربته، هي باحثة عن وجودها وصيرورتها .

(Visited 9 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *