من مفكرتي الفنية
قحطان جاسم جواد
شاهدنا قبل ايام احتفالا عراقيا مهيبا في منظمة اليونسكو لمناسبة اليوم الوطني للعراق في باريس, وبنفسالوقت شاهدنا بالم وحسرة احتفال اخر لنفس المناسبة تقوده مطربة لايعرف كيف كلفت بهذا الاحتفالالرسمي , ومن هي الجهة التي اغدقت عليها الملايين من الدولارات في وقت تشكو الدولة من عدم وجود سيولةنقدية. الاحتفال الباريسي الذي قدمه الموسيقار العالمي نصير شمة,وفرقة التراث العراقي الموسيقي بقيادة المايسترو علاء مجيد, بمصاحبة فرقة انكيدو المستوحاة من التراث الشعبي العراقي بقيادة الفنان الشاب مهند هواز .هذه الكوكبة الابداعية الرائعة قدمت ليلة لاتنسى وتليق بمقام العراق وتتناسب مع عظمة هذاالبلد الذي حفر اسمه عريضا في تاريخ الانسانية لما حققه على مدى تاريخ يزيد عن 6 الاف سنة وكان السبب واضحا هو دقة الاختيار والنوعية الجيدة للشخصيات المشاركة من اصحاب المنجز الفني والثقافي. علىالعكس من ذلك جاءت احتفالية شذى حسون التي لم تقدم على نحو جيد ومضبط.فجاء الاحتفال مخيب اللامال من ناحية التنظيم والازياء الفاحشة التي ارتدتها الفنانات وتخللتها ابراز بعضهن لمفاتن اجسادهن على نحو لم نعهده في الاحتفالات الرسمية او غير الرسمية, ويبدو ان هناك من استغل هذا الحفل لاغراضاخرى, ثم زاد من الطين بلة نسيان صاحبة الحفل شذى قراءة النشيد الوطني بصورة صحيحة ما اثارت استهجانا لدى الحاضرين ولدى كل من تابع الحفل عبر وسائل التواصل الاجتماعي او غيرها. والجميعيتساءل من كلف هذه المطربة التي لاتحمل تاريخا باقامة حفل بمناسبة مهمة من تاريخ العراق الا وهو العيدالوطني.عريف الحفل اللبناني اشار بكل وضوح الى شكره لرئيس الوزراء على دعمه ومساندته للحفل. وامامحالة الاستياء والاستهجان اضطر الناطق باسم الحكومة للتنصل عن دعم الحفل ونفى ذلك. وقد احسن الشاعر عارف الساعدي المستشار الثقافي لرئيس الوزراء التوضيح حول الحفل, ونفي تورط الحكومةبالموضوع او تكليف شذى حسون باقامة الحفل او منحها دعما بالملايين كما يدعي البعض, بل ان الذي حصلبالضبط كما يشير الساعدي انها قدمت طلبا لاقامة الحفل كممثلة لشركة خاصة ووافقنا عليه ولم تطلب شذىدعما من اي جهة رسمية. كما اعترف صديقنا الساعدي بحصول هنات ومخالفات ماكان يجب ان تحدث فيهذا الحفل.كما انه لم يقدم بمناسبة العيد الوطني بل كان موعده بالاساس يوم 27 ايلول اي قبل المناسبة لكنفاجعة الحمدانية جعلت الموعد وبسبب الحداد يتاخر الى يوم 3 تشرين اول. وهذا الامر يوضح بجلاءماحصل على عكس ماروج له البعض في وسائل التواصل الاجتماعي. لكن اعتقد ان هذه التجربة ستلزمالحكومة مستقبلا بالتأني في منح الموافقة على الطلبات التي تروج لاحتفالات او مهرجانات من قبل جهاتاهلية او مؤسسات قطاع خاص. وحصرها بمؤسسات الدولة كوزارة الثقافة او السياحة او نقابة الفنانين اوشبكة الاعلام العراقي لانها مؤسسات ذات باع طويل في التحضير وعقد مثل هذه الاحتفالات. والغريب انهناك تكتم من القائمين على الحفل بخصوص الموعد والجهة الراعية والدعوات والمكرمين وكأنه سر خطير مناسرار الدولة. ماعلينا حصل ما حصل وعلينا بالمستقبل … مستقبل نتطلع ان يكون جميلا وبلا تجاوزاتعلى التقاليد والاخلاق العامة وان يكون رصينا بكل مافيه من شخصيات ولجان تحكيم وضيوف لكي لانقعفي هذا المطب ثانية والمؤمن لايلدغ من جحره مرتين…