امير الخطيب
الدنانير التي تقف شامخات في طريق الاضواء كثيرة، الضوء يغري الفراشات، لكنه يحرقها في ذات الوقت، يهرول الكثير من الناس نحو الولائم، و الكثير يحمل كرشه الى اقرب مطعم و يرمي بعدها ثقله في المراحيض.
اضواء المدينة تغري الجميع، الا المسكين شابلن الذي يقع في الحب، الحب خلاص الروح، و الطفل الذي يزحف على بطنه لالتقاط شيء ما قد لا يعرفه، فقط الوانه تغريه، يصل الى ذلك الشيء، يضعه في فمه، يتصور انه شيءٍ يوكل.
الغريزة دون روح، دون وعي يمارسها الانسان في كل اوقاته، و هي التي تحركة في الحياة، الغريزة رجعها مادي بحت، لا شيء سوى اكداس المادة تنتظر في كل مكان.
و تبقى الروح في حيرة ابدية، ما الذي تختاره؟ ما الذي تفعله تجاه الحاجات المادية؟ هل تتجاوزها فتموت على قارعة الطريق، حيث لا احد ينظر بعطف او شفقة؟ ام هل تهرع نحو الاكداس و الدنانير و تلعن يوم الميلاد؟ كل هذا يجرى و نحن نبحث عن شيء نسميه عنوة بالحقيقية.
دعونا نعبئ هذه الحقيقه في قارورة و نلقي بها في غياهب البحر، دعونا نرمي الاثقال عن كاهل الروح و نستسلم لاغراءات الجسد و الغريزة.
لكن يبقى السوال الاكثر عذابا، هل الجسد يشبع؟ ام هل هناك اكتفاء مثل حالة التخمة التي تصيب بعض الحيوانات، انا اشك في ذلك، لان الانسان هو الكائن الوحيد الذي لا يصل الى حد التخمة، الا حين تزهق روحه.
امير الخطيب