انا انسان مجازف واحب المجازفة واحب افلام التحريك وافلام السريالية
لااقبل باملآت المنتج مهما كانت الظروف
حوار /قحطان جاسم جواد
سردار زنكنة كاتب وصحفي وسينمائي ، تولد 1959 كركوك، دبلوم سمعية ومرئية، بكالوريوس فنون سينمائية من كلية الفنون الجميلة جامعة بغداد قسم السينما، رئيس مهرجان كركوك السينمائي الدولي ومدير ملتقى كركوك السينمائي الدولي للافلام القصيرة، في مجال الكتابة له 3 مؤلفات مطبوعة. وفي مجال السينما لديه 10 افلام قصيرة .في حوار معه قلت له:-
*هل كان هاجس الاخراج مهيمنا على طفولتك ام المصادفة لعبت دورها في هذا التوجه؟
–في بداية السبعينيات كانت بدايتي مع الادب والشعر،وكنت اكتب في حينها قصائد وزن وقافية..واستمررت لمدة خمس سنوات.كتبت فيها مجموعة جيدة من القصائد.كما ساهمت مع صديق ليتوفى في كتاب مشترك لمجموعة قصائد غزلية لكن وفاته جعلت الفكرة تتلاشى.ولم يرالكتابالنور.. فتركت عالم كتابة القصائد. لذا اعتبر نفسي احيانا شاعرا فاشلا لاني لم استمر. في الثمانينيات اتجهت الى عالم الموسيقى والعزف على الة الكمان بطريقة اكاديمية وعلمية وتعلمتالنوطة الموسيقية،لكن بعد دخولي الجيش في 1978 ابتعدت عن عالم الموسيقى. في عام 2005 اتجهت الى عالم السينما بالذات حيث اشتركت في نفس السنة في فيلم قصير كممثل ومن ثم مخرج.ومازلت مستمرا. وانا حاليا رئيس مهرجان كركوك السينمائي الدولي للافلام القصيرة. ومدير ملتقى كركوك السينمائي الدولي.
*في افلامك هل تطرح افكارك ام افكار الناس؟اجاب زنكنة:-
المخرج عادة يبحث عن افكار جيدة وجديدة وغير مطروقة سابقا. وليس بالضرورة ان كل سيناريوهات الافلام لنفس المخرج، لانه احيانا يقع بيد المخرج سيناريواوفكرة جيدة يعمل عليها فيلمه احسن مما كتبه هو.
*وعن تاثير الافلام وموضوعاتها سالت المخرج زنكنة .. ايهما افضل واكتر تأثيرا في المتلقي الافلام التي تستمد من الواقع موضوعاتها ام تلك التي تعتمد الخيال ؟
لكل نوع من الافلام له تفسيره الخاص وله جمهوهالخاص، هناك ملتقي يبحث ويتابع افلام خيالية،وهناك من يتابع افلام واقعية، وكذلك هناك من يتابع فقط افلام كوميدية او افلام كابوي او افلام اكشن وهكذا. واريد ان اقول لكل نوع من الافلام جمهور وملتقى خاص. *هل تؤمن ان الجوائز حتى الدولية هي لعبة وذات اهداف سياسية معينة ؟
يجب ان لاننسى الفيلم الجديد يفرض نفسه.. ومن غير الممكن ان تقول على الاسود ابيض وعلى الابيض اسود .
الفكرة الجيدة تفرض نفسها
*هل تعتقد ان افلامك التي تكتبها بنفسك افضل ام تعتمد نصوص الاخرين.وما الفارق بينهما؟
في سوالك السابق تطرقت الى هذا الموضوع.واقول الفكرة الجيدة تفرض نفسها، ليس بالضرورة كل المخرجين يخرجون افلاما من سيناريوهاتهم حصرا وباستمرارلربما يقع في يد اي مخرج يوما ما فكرة جيدة او سيناريو جيد يقوم باخراجه وان كان هو في الوقت نفسه كاتب سيناريو ايضا وكاتب جيد، انا كتبت بعض سيناريوهات افلامي بنفسي ولدي افلام اخرى من سيناريو لكتاب اخرين، المخرج يبحث عن الجيد وغير مطروق سابقا وليس بالضرورة ان تكون كل افلامي انا صاحب الفكرة وكاتب السيناريو والمخرج في ان واحد.
المخرج قائد ولكن
*المخرج هو مؤلف ثان للعمل فكيف تنظر الى ذلك. وكيف الحال مع نفس القضية اذا كان المؤلف والمخرج نفسه؟
نعم ..انا ايضا مع هذه المقولة المخرج هو المؤلف الثاني والمونتير ايضا هو مخرج ثان، لان عمل الافلام عمل جماعي ،مع ان المخرج هو القائد،لكنه يحتاج الى مساعدة الاخرين، صحيح كما يقال للمخرج هو دكتاتور…لكني احب ان يجلس معي قبل التصوير كاتب السيناريو ومدير الانتاج ومدير التصوير ايضا. وكذلك اثناء التصوير احب ايضا ان يكونوا معي. المخرج مختص في اختصاصه وهو الاخراج بالاضافة الى هذا عنده خبرة قليلة عن التصوير والاضاءة والمونتاج، لكن ليس بقدر اختصاص المونتير في المونتاج ولا بقدر معلومات مدير التصوير عن التصوير، و كل واحد منهم يختص باختصاصه فقط، في مراحل المونتاج عندما اجلس مع المونتيرواعطي له ايعاز بربط لقطة معينة مع غيرها.. يصادف احيانا يقترح المونتير فكرة اخرى وتكون صحيحة واجمل فاتمسك وآخذ بها وهكذا. رؤيتي للعمل ليس صك الغفران على الاخرين يطبقونها بحذافيرهااوافرضها عليهم كيف ماكان، طالما هدفنا نحن كفريق العمل والهدف واحد ويهمنا نجاح الفيلم..اكيد استمع الى اراء الاخرين ،لان نجاح الفيلم نجاحنا كلنا واسماءنا جميعا على الفيلم.ويصادف في مرات كثيرة الفيلم الفلاني يفوزبجائزة احسن مونتاج او احسن سيناريو وهكذا.وختاما اريد اقول عن نفسي انا افضل العمل الجماعي .
اهتم بافلام الانيميشن اكثر
*مالقضية التي تبغي تحقيقها في افلامك. وهل حققتها ؟
عن نفسي اقول انا مجازف واحب المجازفةو ابحث عن طرق افكار ومواضيع لم يطرقها احد، احب الافلام السريالية المعقدة، وافلام التحريك مع انه عمل متعب ويحتاج فترة اطول ومكلف ماديا ،اكثرمن باقي الافلام لانه عمل جماعي. عكس الافلام الروائية والوثائقية مونتير واحد خلال ايام قليلة يكمل فيلم روائي او وثاقي، لكن افلام الانميشنلربما كل دقيقة يحتاج الى شهر فمابالك اذا الفيلم على اقل تقدير ربع ساعة او اكثر مع ان اكثرية افلام الانميشن اقل من ربع ساعة ولربما لدقائق قليلة.
اؤمن بالعمل الجماعي
*وعن افكار الشخصيات سالته هل من حق المخرج ان يغير افكار الشخصيات كما وردت في الرواية-النص- او يجب الالتزام بها كما وردت بالنص الاصلي؟
لم افهم ماقصدك بتغير افكار الشخصيات،المخرج تحت يده سيناريو تنفيذي ديكوباج يشتغل عليه ،وممكن احيانا ان تضاف افكار ورؤى جديدة حتى اثناء التصويرغيرموجود في الديكوباج. لهذا قلت في البداية من الافضل للمخرج وكاتب السيناريو ومدير التصوير ومدير الانتاج ان يجلسوا معا ويناقشون نقاط الضعف والقوة لسيناريو الفيلم قبل التنفيذ. وانا شخصيا كثيرا ما افعل ذلك قبل التصويرالحقيقيلاخراج الفيلم ولاكثر من مرة الى ان استقر على فكرة او طريقة اجمل. كمالشاعر الذي يكتب القصيدة لاكثر من مرة وكل مرة يرمي القصيدة ويكتب من جديد الى ان يستقر ويقتنع بها،وهكذاعمل كاتب السيناريووالمخرج ايضا.
المخرج هو المسؤول الاول والاخير عن اختيار الادوار
*وهل تقبل مشاركة المؤلف في اختياره للادوار في الفيلم لاسيما انه صانعها على الورق؟
–كما قلت سابقا افضل ان يجلس معي كاتب السيناريو ومديرالتصويرومديرالانتاج ، نعم من حقهم ان يطرحون افكارا ورؤى و اسمعهم. لكن ليس من حقهم ان يفرضون ادوارللشخصيات، هذا عمل المخرج وحده ويختارالشخصيات المناسبة للادوارالموجودة كما موجود في السيناريو، من غير الممكن اعطي دور الام لامراة في سن 20 سنة ولديها بنت في المتوسطة او الاعدادية، والمتلقي من حقه ان يسال المراة كم كان عمرها حينما تزوجت وابنتها حاليا تبلغ 14 او 15 من العمراواعطيدور لوجه فكاهي ليمثل شخصية دينية وهو يضحك باستمرار.، فكل وجه ممكن ان تعطيهالدور المناسب.
ارفض الخضوع لمنطق المنتج ومصالحه
*هل تخضع لمنطق ومصالح المنتج التي قد لاتتفق معها؟
اكيد كل شركة او جهة اذا دعمت لك ماديا تريد ان تفرض لك اشياء اذا شركة تسويق اكيد يريد عمل جيد باقل كلفة واقل مدة لان كل يوم حاسب حسابه كم مصروفه لذا احيانا يضغطون على المخرج بالاستعجال واحيانا تلك الجهات والشركات تريد تفرض اشياء اخرى على سبيل المثال في اسناد الدور الفلاني للشخص الفلاني.وانا عن نفسي ارفض ان اكون خاضعا لاملآت اية جهة اخرى،وحدث معي في بغداد العاصمة العراقية حين قدمت فيلمي القصير ووافقوا عليه وعلى ميزانيته .لكن احسست ان هناك نوعا من التدخل و فرض اشياء اثناء اقرارالميزانية، فلم اقتنع بها ورفضت العمل وتركته!
*وافاق المستقبل؟
انتهيت مؤخرا من فيلم انيمشين بعنوان القطيعوفكرته تقول( دوما ما يشعر الإنسان انه ينتمي للقطيع الأفضل( الجنس، اللون، المذهب، العرق… الخ) فيدافع عن قطيعه وانتمائه ويرفض الاخر ويحاربه بكل الطرق..لكن في الاخير دائما هناك قوى تجعل منه إداة او تابع لها تسيطر عليه وتحركه مستغلة تعصبه وجهله. الفيلم من سييناريو ولاء المانع وادرة الانتاج لعادل جاوشينوانتاج مؤسسة كركوك للثقافة والفنون. وقام بعمل تصميم وتحريك عمليات الرسوم ستوديو البوابة الذهبية للانتاج الفني والاعلاني / للفنان أنس الموسوي.