شظية في مكان حساس..وحكاية رفض 8 دور نشر لطبعها
قحطان جاسم جواد
احيانا نقول في العراق عن الشيء الذي لم يكتمل او ينتهي بنهايته الطبيعية (التفت عليه حية)،ويبدو ان الرواية المخطوطة (شظية في مكان حساس) للروائي وارد بدر سالم التفت عليها حية من النوع الكوبرا وليس حية عادية.كيف؟ وارد اصبح روائيا مهما عربيا وعراقيا وباتتكتبه تطبع وتوزع في العديد من دور النشر المهمة.وحققت نسبة مبيعات كبيرة بشهادة الناشرين العرب. لكنه فوجئبمفاجأة كبيرة عندما رفضت العديد من دور النشرطبع الرواية الجديدة، بضمنها دور نشر طبعت له سابقا! فما السبب ياترى؟وهو ما يبحث عنه وارد بين طيات الرفض.اكثر الاسباب من الرافضين الذين يعتقدون انها رواية جنسية ، وهي ليست كذلك حسب رأي كاتبها.لابل ان معظم الدور التي رفضت طبعها كانوا قد طبعوا قبلها روايات ساخنة وجنسية مفضوحة لاخرين من كتاب وكاتبات.اذن اين المشكلة؟ وماهي اسباب تعنت غير دار نشرممن عرض عليها وارد بدر سالم روايته الجديدة ؟
سألت الروائي وارد كيف تفسرهذا الرفض وانت تؤكد انها رواية غير جنسية؟ فرد والحزن يملأ محياه:- حتى الآنروايتي ( شظية في مكان حساس ) مرت على 8 دور نشرعربية وعراقية وواحدة فرنسية وواجِهت الاعتذار عننشرها. وهي رواية الم كبيروليست رواية تصنف على انها جنسية.ا لرواية فيها عنوان جانبي ( انفجار آخر مفخخةفي بغداد) لدلالة زمنية معينة في النسق السردي الزمني.
اسباب الرفض
اما الأسباب فيقول عنها وارد أغلبها غير منطقية. بعضها بائس.وبعضها معيب جداً . بعضها تسويقي . بعضها بلا أسباب! اربعة دور نشر عربية عريقة اكتفتبالاعتذار،مع التلميح بأن هذه الرواية لا تُسوّق خليجياً،لاسيما وأنّ عنوانها مباشرأوصادم،وا لسبب غريب طبعاً.بمعنى أن الفرد الخليجي هو حاضنة مال وليس حاضنةفكروعقل وقراءة وإبداع وفرز،كما يتصوره بعضالناشرين.وأن المعارض التي تقام في دول الخليج هيتوزيع روايات من الحلوى والفراولة والشوكولاته.وليستروايات فكروعمق ومعالجات إنسانية متعددة.وبالتاليعلينا أن نكتب ما يوازي مثل هذا التصور حتى تُسوّقرواياتنا خليجياً أولا تُطبع في نهاية الأمر.لاحظوا كيفيستهينون بالعقل الخليجي!
تغيير العنوان
هل من المعقول الجميع يرفض؟ سألته فقاطعني:- دارنشرواحدة وافقت على طبعها لكنها اشترطت تغييرالعنوان فرفضت.ولم يفصح لنا عن اسم تلك الدار.دارنشراخرى جاء في اعتذارها تناقضات.واجزم أنخبير الدار لم يقرأها. بل أنها لم تصل حتى الى أيخبيرعلى حد تعبير واردسالم. الدورالأخرى لم تقرأ الرواية. فاكتفت بالاعتذار من دون أسباب.
ترجمة للفرنسية
المترجم“ كامل عويد العامري“ ترجم الرواية الى الفرنسيةوهي مخطوطة،متحمساً لها بعدما أعجبته الفكرة ورأىأنها قد تحقق شيئاً بلغةٍ أخرى. كانت المراسلات بينالمترجم وبين دارالنشر طبيعية. ووصلت الى مرحلة العقدالأخير-كما يشير وارد – بعد تنازل المؤلف عن الحقوقكمؤلف،وتنازل دار (سطور) أيضاً بوصفها داراً لديهااستعداد لطبع الرواية بعد صدورها باللغةالفرنسية،غيرأن المفاجأة جاءت في اللحظات الأخيرةغيرسارّة. إذ اعتذرت الدار عن النشر بسبب (نهاية الروايةالوحشية).يقول وارد بدرسالم:- العنوان يوحي بأنالرواية (جنسية)وهي ليست كذلك قطعاً ؛ لكنها مكتظةبالجنس من أول سطرالى آخر سطر فيها. الجنس .. ليسهدفاً فيها.لكنه مشكلة خطيرة تواجه السيدة نور/ هذااسم الشخصية الرئيسية. فعندما يكون الجنس حلاً .. تتفاقم المشكلة في أجواء اجتماعية غير نظيفة تملأهاالحرب والشظايا والقصف والموت. الحل الجنسي فيالرواية غير ممكن .. والأسباب متوفرة. شهوة الجنسأوصلت الرواية الى بكائية معقّدة ..أي أن الرواية درامافجائعية وليست جنسية كما يوحي العنوان هذه السرديةالقصيرة فيها الكثير من الألم،ولا يوجد فيها جنس للجنسفحسب. الرواية مواجهة صريحة وصارمة بين الحبوالحرب.. بين شظية …. وأنثى. هذه هي العقدة ..التياستعصت على بعض الناشرين، الذين يريدون رواياتبنكهة الدجاج المطبوخ! في نهاية المطاف خاب امل دور النشر التي رفضت طبع الرواية بعد ان صدرت عن دار نشر العصامي للنشر والتوزيع في بغداد.وهي تقع في 250 صفحة من القطع المتوسط.