تساؤلات مشروعة في معمعة الحادي عشر من سبتمبر *عارف العضيلة

تساؤلات مشروعة في معمعة الحادي عشر من سبتمبر *عارف العضيلة

*شمال شرق
كتب : عارف العضيلة
عقدان من الزمان مرت بالتمام والكمال على الحدث العالمي الأبرز المعروف إختصاراً بأحداث الحادي عشر من سبتمبر.
ألالاف التقارير والأبحاث رصدت هذا الحدث .. وعشرات ألالاف من الدراسات تناولته .. وعشرات الملايين من المقالات كتبت عنه ..
ويبقى التساؤل الأبرز هل من نفذ هذه الهجمات هو تنظيم القاعدة بقيادة زعيمه ومؤسسة أسامة بن لادن. من دون أن يجد أي دعم وتسهيلات من قوى دولية؟ أم أن هناك تسهيلات كبيرة قدمت للتنظيم سواء علموا عنها أم لم يعلموا؟!! ..
شخصياً كنت مع أنصار الرأي الأول .. ولم أكترث بمنظري الرأي الثاني .. لإعتقادي أننا مهوسون كثيراً بنظرية المؤامرة .. ودائماً نبحث عنها .. لنجعلها المسبب الرئيسي لكل حدث عالمي ..
حتى كانت نقطة التحول الرئيسية بالنسبة لي .. حين سمعت تصريح للدكتور مصطفى الفقي وهو مدير مكتب الرئيس مبارك للدراسات والبحوث (وحين نقول الدراسات والبحوث في العالم العربي فنحن نعني جهاز إستخباراتي ذا مهام خاصة أهمها إستقبال وجمع التقارير وتحليلها وعرضها على الرئيس).
يقول الدكتور مصطفى الفقي وهو من الدائرة الأولى والضيقة للرئيس مبارك: (إن الرئيس يذكر لأعضاء الدائرة الأولى المحيطين به إن ما حدث في الحادي عشر من سبتمبر هو من فعل أعضاء تنظيم القاعدة ولكنهم وجدوا الكثير من التسهيلات من المنظومة الحاكمة في أمريكيا بجهل منهم) .. ويستدل مبارك لتأكيد صحة إعتقاده (إنه طيار .. ويعرف أسلوب عمل قطاع الطيران بالكوارث ويتعجب من ترك طائره تحوم في سماء أمريكيا رغم قرار حظر الطيران في ذلك اليوم) .. إنتهى.
إذا حين يتبنى رئيس أكبر الدول العربية .. وواحداً من أكثر زعماء العالم حنكة ودهاء ومهاره سياسية لا سيما في ظل مئات التقارير الإستخبارية التي ترد إليه من أجهزة متخصصة. ويطلع عليها بشكل دوري .. فلا بد أن نعيد تقييم ما لدينا من قناعات.
هذا بشكل عام ولكن بشكل خاص. نطرح عدداً من التساؤلات وسط معمعة هذا الحدث العالمي الجلل ..
فاولاً دقة تصوير حدث إرتطام الطائرات في برجي التجارة. وإحترافية المصورون .. في تلكم الحقبة الزمنية لم تكن أجهزة الهاتف الجوال المزودة بكاميرا تصوير منتشرة بهذا العدد وبهذه الدقة .. فمن أين وكيف تم زراعة هذا الكم من الكميرات شديدة الدقة لتوثيق الحدث؟! وكيف حضر مصورون محترفون بكاميرات شديدة الإحترافية لحضور الحدث وتصويره؟!!.
وثانياً حدث إنهيار البرج بحسب المهندسون المتخصصون لا يمكن هندسياً وفيزيائياً أن يكون بهذا الشكل جراء إرتطام طائرة .. فالمرجح طبقاً لكبار المهندسين وجود متفجرات تم زراعتها بالأبراج ليتزامن عملها مع إرتطام الطائرات ..
وعلى الصعيد الخاص أيضاً نتساءل عن الجالية اليهودية التي كانت تعمل داخل البرجيين وتغيبت عن العمل بذلك اليوم .. وكان التبرير المعلن ان ذلك اليوم صادف أحد المناسبات والأعياد اليهودية.
إذا لماذا أختار محمد عطا بصفته القائد الميداني لفرقة الموت المعتدية هذا التاريخ تحديداً وأبلغ به رئيسه المباشر خالد شيخ؟!.
فهل كان هو من أختيار تاريخ الصفر؟ أم إن هناك جهات غير معروفة هي من أختارت له هذا التاريخ الذي يتزامن مع المناسبة اليهودية؟!! ..
وعلى الصعيد الأخص .. والأكثر خصوصية فتقول قاعدة رجال القانون الرئيسية وقاعدة خبراء علم الجنايات (إذا أردت أن تعرف المجرم الفاعل للجريمة ففتش عن المستفيد من الجريمة).
وفي طريق البحث عن المستفيد يقودنا الزمان والمكان بعيداً حيث أواخر شهر سبتمبر عام 2000م وفي الأراضي العربية المحتلة حيث أنطلقت إنتفاضة الأقصى. الإنتفاضة الفلسطينية الثانية يومها عاد العرب إلى تضامنهم القوي وباتوا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً وانضم إليهم الدول الإسلامية والدول الصديقة المحبة للسلام .. نجح العرب في تدويل قضية إنتفاضة الأقصى ونجحوا في كشف الممارسات العدوانية التي يمارسها المحتل الصهيوني تجاه شعب أعزل ..
كانت إنتفاضة الأقصى السبب الوحيد والمباشر لجمع شتات العرب الذي كان ممزقاً منذ العام 1990م .. إذا فنحن أمام حالة جديدة للعرب تتسم بالقوة ووحدة الكلمة والتضامن .. وحتماً هذا أزعج البعض ..
وعلى الصعيد الأخص أيضاً فقد شكل ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز يومها وبصفته الحاكم الفعلي للسعودية بسبب مرض شقيقه الملك فهد شكل جبهه ضغط قوية تجاه الأمريكان .. ورفض تلبية الدعوة التي تلقاها لزيارة واشنطن إحتاجاً على الإنحياز الأمريكي الظالم مع الإسرائليين. وكانت الرسالة الشهيرة التي بعث بها إلى الرئيس الأمريكي والتي تضمنت أن العرب والمسلمين لا يمكن أن يقبلوا ويقفوا صامتين تجاه ما يحدث من ظلم سافر للفلسطينيين. كانت الرسالة شديدة اللهجة وقوية الحجة ..
تجاوب الأمريكان مع الضغط السعودي فكان الإتفاق السعودي – الأمريكي بأن يتولى السعوديين التنسيق مع الجانب الفلسطيني ويتولى الأمريكان الضغط على الإسرائليين للرضوخ والتوقيع وتنفيذ خطة سلام شامل .. على أن يكون الإقرار النهائي للسلام في شهر سبتمبر 2001م تزامناً مع إنعقاد الاجتماع السنوي للجمعية العمومية للأمم المتحدة ..
وحين ضرب إرهاب القاعدة السعودية بدءاً من العام 2003م. كان هناك تصريح شهير لولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وهو الجالس على قمة الهرم السعودي والمطلع على التقارير والتحقيقات الأكثر سرية ..
(إن اليهود هم يقف خلف القاعدة) .. فما كان من رئيس الحكومة الإسرائيلية أرئيل شارون إلا أن بادر وبشكل سريع إلى نفي الإتهام السعودي.
وبعد فكل هذه المعطيات نطرحها كغيرنا كإستفسارات في معمعة تلكم الأحداث الأليمة ..
فإذا كنا نردد قاعدة: (ما كل ما يعلم يقال) في مجالسنا العادية .. فكيف ستكون هذه القاعدة حين تسقط في دهاليز وأروقة السياسة وهي الدهاليز الأكثر سرية وكتماناً .. ولا يظهر منها إلا الندر اليسير واليسير جداً.

كاتب سعودي – الرئيس التنفيذي لدار مصادر للدراسات والأبحاث الإعلامية
للتواصل تويتر/ @msader16

(Visited 268 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *