**شمال شرق
*عارف العضيلة
أنتهى أثنان وعشرون شهراً على إنفجار مرفأ بيروت. والذي هو وبدون أدنى شك واحداً من أكثر الإنفجارات قوة وتأثيراً وسواءاً في تاريخ البشرية .. أطلق عليه بعض المراقبون مسمى “بيروتشيما” تشبيهاً بحاثة إنفجار هيروشيما. الذي وقع في اليابان أواخر الحرب العالمية الثانية.
لن نتحدث هنا عن الأضرار الكبيرة التي سببها الإنفجار. ولا عن القتلى أو الجرحى الذين يعدون بالآلاف.
ولا عن التشرد الذي سببته هذه الكارثة نتيجة تدمر نحو 50 ألف وحدة سكينة .. ولا عن الخسائر المالية العالية جداً. والذي سبب لاحقاً إعلان إفلاس لبنان .. ولا عن غيره من الكوراث والمصاعب والمحن .. فقد تحدث في هذا الجانب الكثيرون ..
ونشرت عشرات المقالات والإستطلاعات والتقارير عن هذا ..
لكن سنتحدث عن سرية ملف المرفأ في هذه الحادثة ورغم كونها حدث عالمي كبير .. إلا إن كل الأسباب والدوافع والمتأمرون والمخططون والمنفذون .. وكل ما يتعلق بهذا الملف ما زال سرياً ولم يكشف عن أي شيء حتى وإن كان بسيطاً من هذا الملف شديد الأهمية.
فما زال العالم كله وبالأخص المواطن اللبناني يجهل الكثير والكثير جداً عن حادثة إنفجار مرفأ بيروت ..
ويتعجب العالم من صمت الأجهزة اللبنانية عن عدم كشف مسببات هذا الحدث الكبير ..
فالمفترض أن تبادر الأجهزة المختصة بعقد مؤتمرات صحفية متتالية لكشف أي حقائق يتم الوصول إليها ..
أما أن يبقى الحال على ماهو عليه. فهذا أمر غير معقول وغير مقبول .. رغم إحترامنا الشديد لخصوصية لبنان ..
وبقراءة سريعة وعاجلة للتاريخ لم نقرأ عن أي حدث كبير سواء كان بفعل إرهابي أو بسبب قضاء وقدر .. ظل مجهولاً لما يقارب العامين من الزمان ..
ورغم كل هذا وذاك .. فحالياً لا يلوح في الأفق أي شيء يوحي أن هناك توجه لكشف ملابسات ومسببات حادة إنفجار بيروت ..
بل ويلحظ أي مراقب للشأن السياسي في لبنان. أن هناك توجه لكي يبقى الملف سرياً .. وأن ينسى الشعب هذا الحادث المأساوي الكبير ..
لكن هذا حتماً لن يطول فهذا الحدث الكبير هو أكبر من الساسة أنفسهم وأكبر بكثير من الطبقة السياسية الحاكمة في لبنان.
فحتى وإن حاول البعض إغلاق الملف لغايات وأهواء ودوافع سياسية أو إقتصادية أو خلافه لفترة مؤقتة. فهذا الحال لن يدوم ..
وسيحييء اللبنانيون كل يوم يصادف الرابع من أب أغسطس ذكرى مأساة مرفأ بيروت .. وستكون الأصوات عالية وقوية. وستسمع أصدائها في مشارق الأرض ومغاربها ..
حدث ما حدث في مرفأ بيروت وأنتهى .. لكن الشيء الذي لا يجب أن ينتهي هو حق اللبناني في معرفة أسباب الحادث القاسي ..
والذي دفع اللبنانيون ثمنه بأغلى الأثمان وأقساها ..
إن صمت الساسة وإن صمتت وسائل الإعلام رغم كثرتها فحتماً سيتحدث التاريخ يوماً ما .. والتاريخ إن تحدث فهو لن يرحم المقصرون .. والمتخاذلون .. وسيلعنهم التاريخ ويلعنهم اللاعنون عبر الأجيال ..
كاتب سعودي – الرئيس التنفيذي لدار مصادر للدراسات والأبحاث الإعلامية
للتواصل تويتر / @msader16
الكاتب ينعش حالة الركود التي قد تنتاب الذاكرة بفعل تكاثر الأحداث الجارية في العالم وما يعصف به مخاطر ، ولا يستبعد في الواقع أن المجريات الحاصلة سواءا كانت سابقا أو حاليا أو مستقبلا هي مترابطة من جهة أو أخرى سرا أو علانية وكل يدعي الفضائل والطهر ولكن تبقى الحقيقة في ظل الالتزام بمنهج الإسلام منهج الخير والحق والعدل والانصاف وأحياء الأرض ومن عليها