كتب رياض الفرطوسي
لاشي اخطر من الاستبداد ‘
سواء في الراي او الرؤية او السلوك والممارسة ‘
او في المنهج والتفكير والقناعات ‘
ولعل اخطر ما ظهر به صدام هي سلوكيات الاقصاء واسكات الصوت الاخر المخالف ‘
بمعنى احتكار الحقيقة والارادة والسلطة والخطاب ودمجها تحت قوة وهيمنة صاحبالقرار ‘
وبما ان رمز السلطة الحقيقية هو اللسان ‘
فقد اجتهد الحكام وعلى مر العصور في محاولة ( اخراس الالسن ) المخالفة لهم .
يزيد حاول اسكات زينب ( ع ) بعد قطع راس الامام الحسين ( ع ) الذي كان يرعبه ‘
كانت تريد ان تقول له من خلال لسانها الفصيح ان المعركة لم تنتهي
او تتوقف بقطع الرؤوس ما دامت الالسن تنطق بالحقيقة والتحدي والمواجهة ‘
صدام قام بالدور ذاته وبعد ان استنفذ كل وسائل قطع الرؤوس‘
اخذ يمارس وسائل قطع الالسن مع معارضيه ‘
هل هناك من يتعلم الدرس ؟
للاسف لازال هناك من يستعير لغة الحاكم ‘
يتحدث عن الحرية والعدالة والقانون والدستور ‘
وممارسة التمشدق بمعايير مثالية من قبيل النبل والاخلاق والقيم
ونزاهة اليد واللسان التي ( يجب ان تنطبق على الاخرين وليس عليه
وهذا نوع من انواع الفصام السلوكي بين القول والفعل ‘
لذلك تجد ان لكل مسؤول طريقة توقيع مختلفة ‘
هناك من يوقع على نفيك او ترهيبك او اسكاتك او تهميشك
او وضعك في ( ثلاجة المستشارين )
او قطع لسانك بوسائل مختلفة .
وهناك من يمارس تأجيل عقابك ‘
فيجلس متربصا لك بدون اي استعراض للقوة او اليهمنة ‘
وانما يكون هادئا وصابرا مكتنزا بالحقد والوحشية والكراهية والحسد
هذا النفر يمتلك مواهب شريرة تتلذذ وتتغذى على الضحايا بنوع من المتعة والافتراس .
الحاشية لها دور كبير في ممارسة اسكاتك ‘
وهم بالعادة مجموعة من الصغار المهتوكي الثقافة والوعي ‘
من المؤسف ان تكون العناصر الوطنية والاصوات النجيبة تحت وصاية هؤلاء الصغارالمشوهين .
ومن ثقل ما يحملون من الغدر والغباء والسطحية والعقد والكذب ‘
فلا يتوقفون عن النباح في حين ان الشوارع فارغة امامهم .