اعرف نفسي !!

اعرف نفسي !!

قصيدة

شكر حاجم الصالحي

 

 

ـــ ماذا تكتب أنتَ الآن ؟

نصٌّ يكتبني منذ زمان !!

ـــ موضوعته ؟

توقيرٌ لجهود الأنسان !!

ياما كان وكان :

طفلٌ يلهو في القرية

ما بين الرعيانِ وثلاثة إخوان

       (( مات إثنان .. !! ))

في بيت يأكله الجوعُ

وأب يجني التمر

من نخلٍ فارع في أكثر من بستان

والعلوية في كلّ صباحٍ

تَسجر تنّورالأحزان

أحياناً تغزل صوف الخرفانِ وبالمجّان

أحياناً تقبض أجرتها

شكراً غارقةً في صحن اللبنِ الرائب ,

ما بين القشطة والأجبان

تلك هي الدنيا كانت قبل الطوفان

رغم مرارات العيش ,

كان الناس ُ… عائلة واحدة

والكلّ يعيش بسلامٍ وأمان

لا أحدٌ يطمع في جارته

لا أبنُّ يتجرأ

فيمدّ يديه على جيب أبيه

في لحظة طيشٍ وهوان

لكن موازين الكون إهتزت

وتفرعن من كان المسجون

فصار السجّان

             حفظ الطفل القرآن

وتدرّج في قنص كنوز المعرفةِ

فتمّيز مابين الأقران

حتى ألهمه النظم وعلّمه الشِعرَ ,

مدرّسه الفاضل ــ مزهر عبد السوداني ــ

هو من أعطاه شهادة إبداعٍ

وسقاهُ فيوض العرفان

بعد سنينٍ حبلى بالبلوى

أصدر (( سرّ الليل ))1 و  (( خطوط أماميه ))2

و (( الأسطورة تبقى )) 3

فتألق شِعراً وحلاوة نثر وبيان

ثم أتاه (( قطار الوقت ))4  بـ (( أراها انثى )) 5

حلاوية كالنسمة تسري

من (( عكد المفتي )) 6 الى بيت في (( جبران )) 7

يا رقّتها ونضارة ضحكتها

وبلاغة متن الديوان

فــ (( قميص النار )) 8 مازال أثيراً

يلسعه بسياط الحرمان

وهذا (( سمك سدّاوي )) 9 طازج

يلبط في ذكرى بنت الجيران

ومازال يشاكسُ لم يحصد

إلاّ عجز القلب وحب الخير ومقارعة السلطان

والى الآن .. الآن .. الآن

رغم السبعين …..

يقرأ في سِفر الافذاذ ,

ويكتب ما يُعلي البنيان

هذا الطفل أنا شكر أبن العلوية

يعرفني من كان بقربي

نظيف اليد جميل الطبعِ

أعرف نفسي محمود الذكر

لا أخشى كلّ بذيء لسان

ــ هل أنجزت كتابة نصٌ تتمناه ؟

ربتما لم تسعفني ذاكرتي المتعبة ,

وهذا ما أخشاه

لكني معذرةً

سأواصل طرْقي على الجدران

حتى ينبلج الصبحُ

وتشرق شمسُ الأوطان

                                         ~~~~~~~~~

(Visited 42 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *