في ذكرى بهنام ابو الصوف

في ذكرى بهنام ابو الصوف

مصطفى الغزي

 

في ذكرى رحيل العالم الآثاري العراقي د. بهنام أبو الصوف 19/9
حوار مع الأستاذ عبد السلام صبحي طه (كاتب / باحث في التراث الثقافي العراقي).

• أستاذ عبد السلام ما هي علاقتك بالدكتور أبو الصوف؟ وهل تركك لك تخويل أو وصية لإدارة موقعه الألكتروني وكل ما يخص سيرته ونتاجاته ؟
– علاقتي كالتلميذ بمعلمه، رافقته في سنواته الاربعة الأخيرة في عمّان، عملنا سوية على موقعه الالكتروني وله شهادة بذلك في مذكراته التي أصدرتها بالتعاون مع دار المدى في بغداد عام 2014 بتخويل من عائلته.

الدكتور بهنام أبو الصوف في صورة تجمعه مع الأستاذ عبد السلام صبحي طه

الدكتور بهنام أبو الصوف في تنقيبات حوض دوكان – 1956

• ماذا نقرأ في بطاقته الشخصية ؟ وكيف كان يحب التُعريف عن نفسه ؟
– الدكتور بهنام ناصر نعمان أبو الصوف، مواليد الموصل 1931م – آثاري تخصص عصور ما قبل التاريخ من جامعة كميبردج عام 1966
• من هوايات الدكتور أبو الصوف ؟
– السباحة – المطالعة
• من أساتذته؟ ومن أبرز أبناء جيله ؟ ومن أبرز من تتلمذ على يديه ؟
– اساتذته : العلامة طــه باقر، الاستاذ فؤاد سفر
– أبناء جيله : د.عبد القادر التكريتي، د. طارق مظلوم
– تلامذته : د. محمد صبري، د. دوني جورج.
• للدكتور أبو الصوف حصيلة من الدراسات والبحوث والكتب، أيهم أقرب إلى قلبه ويعده هوية له ؟
– فخار اوروك.
– التاريخ من باطن الأرض.
• عمل الدكتور أبو الصوف في الحقل التنقيبي ما يزيد عن الخمسون عاماً، ما هو أبرز اكتشاف حققه عبر تلك المسيرة الطويلة ؟
– تل الصوان في سامراء حيث جرى الكشف عن بقايا قرية من العصر الحجري الحديث، تعود الى مطلع الألف السادس قبل الميلاد، اذ حصلنا على نتائج مذهلة وجديدة عن حلقات كانت مجهولة عن المكان الذي انتقلت منه معارف فلاحي شمال العراق الاوائل الى مواطن وسط وجنوب من مطلع الألف السادس قبل الميلاد في وسط العراق.
– قاينج آغا قرب قلعة اربيل الى الكشف عن مستوطن واسع من عصر الوركاء، وحصلنا فيه على اجوبة مهمة لكثير من المسائل المعمارية والفنية والاجتماعية عن مرحلة بدايات عصر الوركاء في منتصف الألف الرابع قبل الميلاد.مع معبدين قائمين وسط حي سكني مقام على مسطبة من اللبن تشكل بدايات الزقورات (الابراج المدرجة) في وادي الرافدين.
• يُنقل عن الدكتور أبو الصوف أنه قال: “التنقيب تخريب”، ما مدى صحة هذا القول ؟ ولماذا ؟
– بحسب د. ابو الصوف فان فتح الموقع الاثري واستخراج مكنوناته من بقايا معمارية او فنية او كتابية هو عملية ازالة تامة لهذا الموقع او محوه من الوجود اذا لم نتمكن من ان نوثق بالرسم والصورة والخارطة والملاحظة كل دقائق الموقع، بكل موجوداته وطبقاته وادلته واذا لم نستطع وصف وتحليل ودراسة هذه المظاهر والمعالم واستنباط ما يدل على المكان وسكانه وعملهم وفنونهم وعقيدتهم وعلاقاتهم وتقاليدهم.. الخ. نكون قد دمرنا اثرا ودليلا لحياة ماضية، وبذا فهو تخريب.
• لماذا تركزت تنقيبات الدكتور أبو الصوف في شمال العراق، ولم يتركز عمله في مواقع ومدن أثرية مهمة في جنوب العراق ؟
– لان تخصصه في عصور ما قبل التاريخ، وشمال العراق كما هو معروف غني بهذه المواقع فهو موطن القرى الأولى والثورة الزراعية، ولكنه أشتغل ايضا في المسيب في بدايات حياته العملية، ثم استلم ادارة آثار المنطقة الشمالية في الثمانينيات.
• أخبرنا عن أقرب القطع الأثرية إلى قلب الدكتور أبو الصوف، ولماذا ؟
– دمى الإلهة الأم في تل الصوان، لانها كانت متوزعة بين قبور الأطفال وأيضاً وجود هذه التماثيل في منطقة معينة كانت عبارة عن معبد رئيس لها، وهذه تمثل اشارات ببدايات الوعي الديني لدى العراقيين القدماء.

تماثيل الإلهة الأم
• ما موقفه من تقطيع النسيج الاجتماعي العراقي أو أقلمة التاريخ العراقي ؟
– هو من الرافضين بشدة لفكرة التقطيع لان به تقزيم للعراق، فالعراق كُلَ واحد منذ شهق التاريخ، فيقول بهذا الصدد: اننا لو عدنا الى نصوص العراق القديم وكتاباته السومرية والاكدية(البابلية والآشورية ) لوجدنا ان الشعور بوحدة أرض العراق وتكاملها الحضاري والجغرافي والاقتصادي والسياسي، لا بل الشعور بوحدة المنطقة وتناظرها الحضاري من البحر السفلي (الخليج العربي) في الشرق إلى شواطئ البحر العلوي ( البحر المتوسط) في الغرب، كان هاجسا بارزا لشعب العراق القديم وقادته على مر التاريخ، تعززه وحدة الأرض والحضارة والمصير المشترك في مواجه العدو المتربص به على الدوام من جهة شرقه وشمال شرقه.
• بعد حجم وكم الجهود المبذولة والمنجزات التي أحرزها أبو الصوف ماذا نال (في حياته وبعد وفاته) من الحكومات العراقية والجهات المسؤولة ؟
– بعد تقاعده المبكر في الثمانينات من القرن المنصرم، انتدبته الدولة مستشارا علميا (آثاريا وتاريخيا ) في الدائرة العلمية في ديوان الرئاسة، بالاضافة الى عضويته في معهد التاريخ العربي.
– بعد وفاته كرمته الدولة العراقية باطلاق اسمه على قاعة عصور ما قبل التاريخ في المتحف العراقي.

(Visited 3 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *