التمسك بحلمي هو سر نجاحي

 

 

المخرج العالمي زوبير زيان للمستقل بقلم الاعلامية نزهة عزيزي من فرنسا

تحت غيم باريس جرى حواري مع المخرج الجزائري العالمي زوبير زيان حول مسيرته المميزة واعماله السنيمائية قيد الإنجاز. ما يجلب أنتباهك في المخرج زوبير زيان لكنته المغنوية ( نسبة إلى مغنية وهي ولاية من ولايات الغرب الجزائري) فهو يتحدث بتلقائية نادرة ملونة بالتجربة الإنسانية العميقة التي اكتسبها من خبرات الحياة ومن السينما التي مازالت شغفه الأكبر.
نزهة عزيزي : تحضر حاليا لإخراج فيلمين مهمين في تاريخ السينما العربية المحلية والسينما العالمية، فيلم “دوامة من الماضي” الذي سيتم تصويره مع كوكبة من الفنانين العرب من لبنان وسوريا، المغرب والجزائر مع المنتجة والسيناريست السيدة نارزين حسن بني هاشم وفيلم ” المقصلة” الذي سيتم تصويره في عدة دول عربية واجنبية مع مجموعة من الممثلين من مختلف الجنسيات عربية، وإسبانية وفرنسية وإيطالية حدثنا عن هذان العملين السنمائيين ؟
زوبير زيان : فيلم دوامة من الماضي هو دراما عربية تتخللها أحداث مثيرة وهي أحداث تعكس واقع إمرأة قوية جدا لكنها تبقى حبيسة ماضي لم تستطع الافلات من قبضته يدفعها إلى إقتراف جريمة لن أتحدث عن ذلك كثيرا لكي لا افسد للمشاهد متعة المشاهدة، من خلال تسارع أحداث الفيلم على المشاهد أن يكتشف نهاية الفيلم. وهذا مايميز أعمالي لا احب الافلام التي تموت فيها القصة من أول مشهد، أنا من هواة التشويق وعملي يعتمد على روح السيناريو لذلك أدرك جيدا أن نارزين تكتب بروح لذلك نتفق ونجتمع أن نجاح العمل السينمائي يجب أن يتمتع بحرية مطلقة والكتابة بروح وليس الكتابة حسب الطلب والعرض كتابة تعكس الواقع بصدق. وهذا ما تفتقر اليه السينما العربية والعالمية. ، اعتقد أن المشاهد العربي أصيب بتخمة من الأفلام المتشابهة ومن نفس الوجوه السينمائية بالنسبة لي السينما العميقة والحقيقة هي التي تحول وجها مجهولا إلى بطل فيلم، أنا دائما أحب السينما التي تقدم وتفاجئ المشاهد وتشد إنتباهه من أول مشهد إلى آخر مشهد. سيتم تصوير الفيلم في لبنان ويتم عرضه في مطلع سنة 2022. أما الفيلم الثاني “المقصلة” فهو أكبر فيلم ستعرفه الساحة السينمائية العربية والعالمية لانه سيتم تصويره في أكثر من عشرين دولة أجنبية وعربية اذكر منها العراق تحت إشراف المخرج الكبير فلاح العزاوي ، الجزائر ،مصر، سوريا، قطر ،الإمارات العربية المتحدة، لبنان، إيران وفي اروبا فرنسا، أسبانيا، إيطاليا وفي ساحل العاج والسودان. الفيلم هو ثمرة مجهود اكثر من خمسة عشر سنة من البحث والكتابة التي دفعت بالمنتجة المزدوجة الثقافة السيدة نارزين حسن بني الهاشم التي تربطني بها علاقة صداقة ثمينة قبل أن تربطنا علاقة عمل وإحتراف وشغف بالفن السابع. ساقوم بالإشراف على الاخراج العام للفيلم بالتنسيق مع مخرجين في كل الدول المذكورة. بعد أن يتم إختيار الممثلين وطاقم التصوير في كل بلد فالعمل ضخم وغلاف مالي إتناجي عالمي لذلك أعتبر ذلك تحديا كبير بالنسبة لي كمخرج تم إختياره للإشراف على عمل بهذا المستوى العالمي العالي.
نزهة عزيزي : زوبير زيان له رصيد من الأعمال السنمائية الجزائرية اذكر منها فيلم “البخيل” مع مدير التصوير المحترف احمد مسعد وبطولة الفنان محمد قناد وفيلم “الوعد” الذي تدور أحداثه في فترة الاستعمار الجزائري وهي قصة انتقام قام بتمثيلها نخبة من الممثلين الجزائريين الذين قدمو أعمال متنوعة في الساحة الجزائرية. لماذا إحتاج بوزيان للهجرة لفرنسا من أجل تطوير فنياته الاخراجية ؟
زوبير زيان : انا من مواليد مغنية سنة 1967 بدأت مغامرتي مع الكاميرا بشكل عصامي محض اول كاميرا اقتنيتها كانت كاميرا صامتة وكان علي أن اصور من جهة واركب الصوت على الصورة من جهة أخرى كانت امكانياتي بسيطة لكن حبي للسينما كان محركي الأول ، اشتريت اول كاميرا في حياتي وعمري لا يتجاوز السابعة عشر، منذ لحظتها أدركت أنني اريد ان اكون مخرجا سنيمائيا فصورت اول فيلم لي كان عنوانه ” الهارب ” بطولة أفراد أسرتي، بدأت أقرأ عن الاخراج السينمائي باللغتين العربية والفرنسية بعد أن شاركت في مهرجان الهواية بعنابة بفيلم “الهاربان” وتوج بأول جائزة وفتح لي أبواب الاحتراف الاخراج مع المخرج القدير يوسف البوشتيتي وأنشات اول جمعية في ولاية مغنية تعنى بالسينما وتساعد الممثلين الهواة على تطوير ملكتهم في التمثيل أسميتها “لؤلؤة الفن السابع” وقررت الهجرة لفرنسا بحكم قربنا الثقافي منها لتطويرقدراتي فاستقريت في باريس بلد الفن بكل أشكاله وأنواعه أعتقد أن العيش في باريس مدرسة في حد ذاته وانا أتعلم من كل شيء، أحب أن اسلط أضوائي على الأشياء البسيطة التي تصنع العظمة. فأخرجت فيلم ” الحلم الممحي “كان ابطاله أشخاص عاديين مهاجرين يمثلون ادوارهم الحقيقية في الحياة تم عرضه في المركز الثقافي لمونت لاجولي وعرف اقبالا كبيرا مما ما فنذ فكرتي عن الفن السابع الذي لا يبيع الأحلام فقط بل هو أفضل مرآة عاكسة لحياتنا.
نزهة عزيزي : نقلتك من العالمية إلى المحلية في الجزائر ماهي الأعمال السنمائية التي تفكر في إخراجها للسينما الجزائرية بعد فيلمك الناجح “الوعد”؟
زوبير زيان : افكر في إخراج فيلم عن بطل الثورة الجزائرية “بن علال” مع كاتبة السيناريو السيدة كوثر بوزوينة الذي كبرت وفي ذاكرتي حكايا جدي وأقربائي عن بطولاته. كان فعلا بطلا كبيرا من أبطال الجزائر وتسليط الضوء على مسيرته هو أثمن هدية يمكن أن أقدمها لوطني الجزائر.
نزهة عزيزي : اتمنى لك كل النجاح والتوفيق في أعمالك السنمائية ومشاريع افلام جديدة، ختاما لحوارنا ماهي الرسالة التي يمكن أن توجهها لكل شاب يحب السينما ويريد ان يصبح مخرجا؟
زوبير زيان: لا شيء سهل في هذه الحياة، أنا كنت عصاميا ومازلت اتعلم، انصح أي شاب بالتمسك بحلمه والمضي قدما لتحقيقه مهما كانت المحبطات، الارادة الفلاذية هي التي تعبد الطريق لتحقيق الأحلام.

(Visited 9 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *