عبدالجبار الدراجي يغني مع عبدالحليم……وسالم حسين يرتجل الشعر
قحطان جاسم جواد
خلال وجودي في الوسط الفني خلال الخمسين عاما الماضية، شهدت الكثير من المفارقات والاحداث.بعضها عشته بنفسي والاخرى سمعتها من افواه الفنانين انفسهم.اليوم سنلقي الضوء على حادثة جرت للفنان الراحل عبدالجبار الدراجي مع عبدالحليم حافظ. الدراجي وعبد الحليم.وحكاية اخرى عن الفنان سالم حسين.
———————–
** في أواخر الستينات كان من المقرر أن يغني عبد الجبار الدراجي في حفل أقيم في دمشق ،مع نخبة من الفنانين العرب أبرزهم عبد الحليم حافظ ورفيق شكري والمونولوجست احد غانم،وكانت مذيعة الحفل الفنانة مريم فخر الدين.وكان الدراجي مشهورا في الجزيرة العربية والشام من خلال سفراته المتواصلة وأشرطته الغنائية..عند حضوره الى الحفل.وجد ان الجماهير محتشدة حول المسرح،ولم يفلح في الوصول الى البوابة للدخول .. ومهما حاول ان يفعل لم يستطيع النفاذ بين الجماهير لشدة الزحام.فحزن كثيرا وهي فرصة كبيرة له لا تعوض،لا سيما أن الغناء مع عبد الحليم ليس أمرا يسيرا.كما انه كان سيفتح أمامه أبواب الشهرة والمجد..وأثناء وقوف الدراجي مع الجمهور شاهد احدهم يتدافع،فسأله الدراجي عن السبب فقال انه أتى ليسمع مطرب العراق الدراجي .فلم يصدق الدراجي !قال له أنا عبد الجبار الدراجي ولا استطيع الدخول الى القاعة،فاحتضنه الرجل وقبله وحمله على الأكتاف وأوصله الى البوابة .وهو يصرخ بأعلى صوته :(أفسحوا المجال أمام مطرب العراق الدراجي كي يدخل إلى المسرح) ولم يصدق الدراجي ما حدث…وغنى الدراجي وأبدع في غنائه على نحو جعل عبد الحليم يتقدم لتحيته وتهنئته على أدائه الجيد .
سالم حسين شاعرا
——————–
** من المفارقات الطريفة في حياة الفنان سالم حسين، ذلك الموقف الذي حدث له في القاهرة عام 1961،حين التقى بالشاعر احمد رامي في برنامج(على الناصية) وهو من البرامج الشهيرة في مصر، ويستضيف الشخصيات المهمة في المجتمع ويحاورهم على الهواء مباشرة..وقد قام احمد رامي بتقديم سالم حسين إلى الجمهور ،على انه فنان وشاعر عراقي كبير،فطلبت منه المذيعة أن تجري حوارا معه..فرحب بذلك.. فسألته(الم يثرن بنات القاهرة وجمالهن ملكة الشعر عندك ؟) فوقع الفنان سالم في إحراج كبير.. فقال لها نعم واضطر إلى ارتجال قصيدة لم يكتبها من قبل قال فيها :
بشاطئ النيل مرت غير عارفة
أن المتيم في شوق للقياها
سمراء تحكي ومن فرعون سحنتها
وتردى عن كيلوباترا النجم عيناها
حييتها فدنت والبشر يغمرها
من ذا الذي بالورد حياها
فقلت من بلد الأحرار تطربني
ذكرى التحرر كما أخوك غناها
فصفق الشاعر رامي لملكة شعر سالم حسين ،وحسن تصرفه الارتجالي في الموقف المحرج. وقال (الله الله يا سالم على هذه الكلمات الرائعة !