سلمان داوود / د. عبد الحميد الصائح

سلمان داوود / د. عبد الحميد الصائح

كلما أهمّ برثاء سلمان داوود محمد يقاطعني رنين صوته وتهكمه وتكراره خال احاديثنا التي تطول رغم حالته بانه غير مقتنع بالموت .. ذلك يقطع الأمل بكتابة رثاء لك ليس في محله ايها العزيز فاستعين بكلمة سابقة ليَ
عنك اقتطف من بين حروفها ما اقول فيه. شعرية سلمان داوود النادرة من النمط الذي أعشقه حيث يسحرني شخصيا كقاريء ذلك التركيبُ الكيميائي للعبارة الذي ينشيء عوالم واشكال مبتكرة يبحث الواقعي عن دلالاتها فيه وليس العكس ، بمعنى مغاير تماما للشعر الآمن والاوصاف الراقصة للحياة مما هو شائع في تاريخ الشعر. فالجملة لدى سلمان هي ذلك الشعر اللعوب الحر الذي لايرى في حائط السجن سوى صخور الجبال وفي الحرائق المعلنة سوى ذلك الجمر الخفي ، ولايرى في النتائج سوى تلك الاحافير والاصول المتحجرة ، تكون اللغة هنا غاية والغموض بحد ذاته بيئة للمعنى . لايدرك سعادة فيها سوى مزاملة الشاعر رؤياه وليس قراءة افكار تصاغ على سكك الايقاع التقليدي. هنا امتياز شاعر مثل سلمان وقصيدته التي لن تستلسم الا لقاريء منتج صانع ماهر لاتغويه الصور الشعرية بسهولة. أنا مخترع النسيم في الأصياف الحزينة أهشُّ البقّ عَِن الجثثِ مرًة وأن ّظفُ الجَمر من الرمادِ مرات، مصلوبٌ على واجهاتِ الدكاكين أحيانًا ومسجى على الأرصفةِ في ك ّل حين .. أنا سعفٌ قديمٌ صارَ مروحة يدوية .. هكذا يضيع زماني وأنا أراقب جثمانكِ المَهيبَ أيتها النخلة ، جثمانكِ المساق إلى معامل تصنيع السياط . ومثلما تواجه قصيدة سلمان التي انتمي اليها او تنتمي الى ذائقتي الشاذة واجههذاالشاعرالحياةبعلّةشائعةفعاشهاكماهوشعرهخارجالمشاع ، ليجعل السرطان يعاني منه وليس العكس ، بقي عفيفا مثل حياة باكر ثيّب راهبة ، حيث عمق شعوري بفروسيته الاسطورية حواري المباشر معه وتواصلنا الذي يجعل من كل مكالمة بيننا تتجاوز الصحة العامة الى الدروس الخاصة في الشعر والحياة والتجاوز وفلسفة النفس واللغة ورؤيا العالم ، احاور سلمان المبتلى بعلة البقاء من عدمه فاجده حاضرا في الغد ممسكا بمشروعه وشرف خياره الوجودي ، لاشعر بعد كل حديث على الهاتف معه ، أن الحياة متمسكة بهذا الشاعر ، وانها لاتريد ان تفقد جسدا عامرا بالاختاف ،عرف كيف يتحسس مفاتنها التي لاترى واسرارها التي يدرك الكثير كِسراً من مراياها فيتوهمون انهم رأوها، الحياة التي تغار من عليل يفقدها لتنظم اليه وتعينه على نفسها وهي تطارحه الشعر في اقسى اللحظات التي يعانيها في هذا النزاع ،سلمان يعلن يوميا بقاءه الابدي وتعافيه وهو يطمئن جنوده في هذه الحرب الخفية .ليجففوا شظاياها على حبل الوريد. جعلوني أخفي الضياء تحت وسادتي كي أحلم دومًا بسماوات تنقذ التصفيق من البطالة لهم آلهة تقضي قيلولتها في باص ومجنونات يستدرجن الشفاء من سورة البقرة لهم أغنية تقلل من شأن الكلفة حين يتعلق الأمر بالضحايا . ليس استشهادي بقصائد متفرقة لسلمان في هذه المدونة شرحا لها لا افضله عادة، فالكتابة عن هكذا نوع من الشعر الملتبس الخاص اللعوب مغامرة خطيرة ، تجد القاريء يذهب بعيداً تائها بين اليومي المالوف والاسطوريالذهنيومابينهمامنكائناتمتعّثراًبعبارةمرّكبةيخوضفيها فيما هي اقرب له من حبل الوريد، والعكس كذلك. لتتحول الكتابة هنا دون ارادته الى مايشبه التأويل الفلسفي للدورة الدموية !! لكني هنا اعلن من خالها لاخي الشاعر الخالد الذي أحببت شعره وأحببته أن الحياة اليوم تقف محرجًَة تريدك أكثر من الموت الذي بات مستحي ًا.
نقطة ضوء
إن ترشح اللاوعي
جاسم مراد
تناقضات سياسية حد القطيعة ، تجمعات وحركات شعبية منها محقة المطالب ، وبعظها مسيسة النوايا والاهـداف ، شيوع الفساد في كل مفاصل الدولة ، ضعف الدولة في وقف التداعيات ، تدخات خارجية دولية واقليمية ، توزع ولاءات المؤسسات الامنية والعسكرية ، تبييض وتهريب الاموال ، حكام يختفون في المنطقة الخضراء ، وعشرات العمليات الارهابية تستهدف المواطنيت والاسواق الشعبية ، إهمال مصالح وحقوق الناس ، وافواج وفوفها فيالق من العاطلين عن العمل دون حلول مرئية لهذه القضايا ، تصعيد مقصود من السياسيين الحكام واعضاء في مجلس النواب لتفكيك العاقات المجتمعية، إهمال للوطنية
العراقية الجامعة ، وتفعيل للمذهبية والطائفية والعرقية . كل هذه العوامل وغيرها ، إجتاحت داعش مدينة الموصل ومعها ثاث محافظات ، ووصلت مجموعات الارهاب الى حدود العاصمة العراقية بغداد ، ولولا المقاومين البواسل لدخلت داعش بغداد
لاقامة خافتها . في ظل هذه الاوضاع الخطيرة جدا على العراق وشعبه ، كان القرار الانقاذي ، من شخصية تفردت بقرارات والوصايا الانقاذية للوطن والشعب ، ففي تلك اللحظات الحاسمة من تاريخ العراق المعاصر ، كان في يده القرأن وامامة سجادة الصاة وحصيرة يجلس عليها ، هو اية الله السيد على السيستاني ، وكان القرار الذي قلب موازين القوى ، هو قرار الجهاد الكفائي ، وبعد لحظات من إعانه هدرت الجموع البشرية من كل حدب وصوب ، تهتف لبيك ياعراق ، وبعد هذا القرار غصت مراكز التدريب والمؤسسات العسكرية ومراكز الشرطة والساحات العامة بألاف مؤلفة من الشباب والقادرين على حمل الساح ، الكل يريد الاستشهاد في ساحات الوغى العراقية . لقد حارت المراكز الاستخبارية في العالم ، بهذا التحول التاريخي من هزيمة الى انتصار قل نظيره في العصر الحديث ، وتأسس الحشد الشعبي يقودة شباب مؤمن وقادة شجعان يتسابقون مع المقاتلين الى الخطوط الامامية وفي مقدمتهم الشهيد البطل ابو مهدي المهندس ، وفي تلك اللحظات عرف العراقيون الصديق من العدو ، والمتكأ على عكازة الانتظار يريد من داعش اعان السيطرة على بغداد حيث كانوا يسمون هؤلاء الوحوش بالثوار والمقاتلين ، وكان الخبراء والساح من ايران لنصرة العراقيون في كل اماكن القتال . هذا الذي حدث ونحن نستذكر السنة السادسة لتلك الملحمة والانتصار ، لابد من تسجيل الحقائق للناس والتاريخ ، حتى يستذكرها نت لم يعيشها ، نقول اختلت موازين القوى لصالح العراق ، وادرك الداعمون الدوليون والاقليميون بأنه لابد من التراجع ، فهذا السيد الجالس في النجف قلب موازين القوى وحول المعركة من هزيمة الى نصر ، تقتضي مراجعة الاحداث والانسحاب من التأييد العلني لداعش . مانريد قوله الان ، هو إن مسببات عودة داعش لازالت قائمة ، والناس الذين عاشوا اسـوأ الظروف الحياتية والمعيشية والانسانية لازالوا يعانون ، هناك الاف المهجرين من ديارهم يسكنون الصحراء والبوادي ، ولم تعالج قضيتهم بشكل منطقي ومعقول ، والذين يتحدثون باسم المهجرين في السلطة ومجلس النواب هم هم نفس اللغة الخطابية ونفس السلوك الاتهامي ، لكنهم بعيدون عن معاناة هؤلاء البشر وهم بالالاف ، وهناك اعداد من المفقودين لا احد يعرف مصيرهم ، ووباء كارونا بات يدخل الى خيم المهجرين ، يعطي تصورً بأن الاوعي لازال يخيم على اصحاب القرار في الكتل والاحزاب والحكومة ، وان استمرار التغاضي عن معالجة هذه المسألة الهامة ، يعني ذلك شئنا أم ابينا عودة داعش أو أي مسمى ارهابي اخر ، وهذا لايعني إن هؤلاء الناس مهيئون لذلك ، فهم اكثر من غيرهم احترقوا بنيران الارهاب ، وإنما مانعنية ، إن هذا الوضع المأساوي يشكل ارضية خصبة لداعش ولكل المتصدين بالعراق كوطن ووحدة جغرافية ، الأهم في هذا الوقت كي لاتختلط الاوراق ، البدء بح ّل قضية المهجرين وعودتهم لديارهم ، وما اقسى الحياة هو عندما ينمنع الانسان من داره واهله وديرته..
عن سكوب
المسكوت عنه .. الوصية.. الأخيرة لگلگامش وقفة م

(Visited 16 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *