حسين السيد محمد هادي الصدر
بسم الله الرحمن الرحيم
” تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ”
بقلوبٍ يعتصرها الحزنُ وعيونٍ يُجْرِي دُمُوعَها المصابُ الجلل، ننعى للأمة عَلَماً من كبار الأعلام، ومرجعا كبيراً من المراجع العظام، وهو الفقيد الراحل الى دار الخلود آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم – طاب ثراه –
وقد فجعنا برحيله المفاجئ الذي تزامن مع ذكرى وفاة الامام زين العابدين علي بن الحسين (ع)، وكأنَّ هذا تزامن توثيق للولاء العميق الذي كان عليه السيد الحكيم للرسول الاعظم (ص) ولأهل بيته الطاهرين.
وقد استمعتُ اليه وهو يقرأ مقتل الامام الحسين (ع) في مركز اهل البيت (عليه السلام) في لندن بالاشتراك مع المرحوم العلاّمة الدكتور السيد محمد بحر العلوم الذي كان قد اعتاد على قراءته يوم العاشر من المحرم في كل عام .
كما انه كان يمشي مع المشاة متوجهاً الى كربلاء حُبّاً وولاءً للامام الحسين (ع) من ناحية ، وتشجيعا للماشين الى كربلاء من ناحية أخرى .
ولا نغالي اذا قلنا :
انّ الحوزة العلمية في النجف الأشرف قد فقدت برحيله فقيها من فقهائها الكبار ، وركناً من أركانها المهمة ، فقد كرّس الراحل الكبير حياته للدين وللعلم والأخلاق ، وكان راعياً ومُربيا لمن يحضر دروسه في الفقه وفي أصوله من العلماء يُعدهم خيرَ الاعدادِ لبلوغ مرحلة الاجتهاد ، وقد تَرك برحيله المفاجئ فراغاً كبيراً ، ومن هنا كانت الخسارة به فادحة موجعة .
واذا كانت الرحلة الى العالم الثاني أمراً مفروضاً على كل العباد فليس لنا الا التسليم بأمر الله وقضائه ، وليس لنا الاّ الاسترجاع مصداقا لقوله تعالى :
( الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون )
اننا نعزي بهذه الفاجعة صاحب الأمر الامام المهدي المنتظر (عجل الله فرجه الشريف ) والمراجع الأعلام كافة ، والحوزات العلمية الشريفة، وعلماء الاسلام جميعا، والشعب العراقي الكريم خصوصاً ضارعين اليه سبحانه أنْ يلهم أنجاله الاجلاء خاصة والسادة الاجلاء من آل الحكيم عامة الصبر والسلوان ،
وأنْ يُعلي في الجنان درجته ، وأنْ يعظم الأجر لنا ولكم ولسائر المفجوعين من محبيه وعارفي قدره .
ولا حول ولا قوة الاّ بالله العلي العظيم .