جثمان الفرح

جثمان الفرح

أحمد مشتت – كاتب عراقي

 

بعد كل هذه المتاريس
هل سنلمس الفرح
أعني نلمسه
ننفذُ فيه
نتذمر منه
نبادله الغرام
نتنحى فيه عن دمنا القاسي
الحزن لوني ولونك
الحزنُ خارطة البلاد التي سكنتنا
أعني البيوت التي ما ملكت يوماً فضاءاتها تطلق فيها ما تشاء:
طائراتٌ ورقية، حبالُ غسيل، قوس قزح، دموع، مناديل،
شراشف، أدعية، نيونات، زينة
أعني زينة حتى تنام العروس بأحضانه قبل أن تفقد الفضاء وما فيه
لماذا لم أعد أرى شالكِ الأحمر على كتفيكِ؟؟
لَمْ
أعُد
أرى

البابُ بعد الباب بعد الباب بعد البابَ
هل سأدخل أم إنني أعبدُ الانتظار؟
تدخلُ الحربُ قبلي
أعني الحرب
سماءٌ قاتمة
لم أعد أرى
خطوةٌ تسبق الخطوات
خطأٌ أن تنام بلا كابوس
بلا كلام تكتم
ضع يديك خلف ظهرك
لا أُريدُ أزهاراً

أُريدُ
دمي
كاملاً

خليلٌ يضعُ ضماداً على جرحٍ
ويبحثُ عن شظيةٍ
أعني شظايا
سماءٌ قاتمة
لم
أعد
أرى
مثلي يتيهون
حتى اللحن الذي دندنت به قبل الآن
إمنعه من الصعود
فالصمتُ سيد الاحتفال
والعبيد ينزلون
تصَّور أن شالها الأحمر ملقىً على كتفيك الآن
أيتها السيدة: أمنعيني من النزول
(أُحبُ وداعكَ)
أوراقي ما زالت بيضاء تماماً
(أُحبُ وداعكَ)
أُريدُ
دمي
كاملاً
وتزوّجت السيدةُ الصمت والعبيدُ مثلي يتيهون
أعني يتيهون
سماء قاتمة
لم
أعد
أرى

كيف احتملتَ كل هذا… أبي
كيف تخيلتها جنة… أنا
لم يتركوني وحيداً
فما أن شرعت بالغناء
حتى أحاطوا بي
يحفرون في أضلاعي قبراً
أُسميه شغف
فماذا تسمّيه وأنت
لمْ تنزوِ خلف مكياجهم
وأنت بعيدٌ
وهم يقتربون
وأنت علامةُ رحيلك القاسية
يتامى قبلي يتعكزون على طفولتهم
تخيّل: يتعكزون
من أجل ماذا أتيت
لتحتمل كل هذا
تخيلتها جنةً
وما أن شرعت بالغناء… كنتُ أسمعكَ
الغناء
سماءٌ قاتمة
لم
أعد
أرى
صبري أضعته في الثلج
كان تأريخاً من القبائل والقنابل
لنا مدنٌ تغفوبين السحاب
هل نامت على أحجارها الأمهات؟؟
كان متراساً

لم نصدق إن لنا بعده ما نشاء
البيوت، حبال الغسيل، الزوجات المعطرات، قوس قزح، المناديل
واتركوني أهذي
جايكوفسكي، صحبة الثانوية في آخر المقاعد يمررون خلسة خطة الشغب
تكاسلتُ ولم أنظر خلفي
كان متراساً
من القبائل والقنابل
سماءٌ قاتمة
لم أعد أرى.

(Visited 6 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *