كونوا أحراراً ……  علاءالخطيب

كونوا أحراراً …… علاءالخطيب

علاءالخطيب

اخر الكلمات التي أطلقها الامام الحسين عليه السلام وربما تمتت بها شفتاه وهو يواجه الموت هي “كونوا أحراراً في دنياكم” ، كم كان الحسين عاشقاً للحرية ، وكم أراد منا ان نكون أحراراً .
الحرية هي النزوع نحو الانسانية ورفض كل الادران، الحرية تعني العقلانية. والتخلي عن العصبيات المخلة بقيم البشر ، ورفض الظلم بكل انواعه .
الحرية هي ثقافة الرفض وثقافة الـ ” لا”
الحرية التي شخصها الامام الحسين هي الحرية المجردة من كل شيء سوى الضمير .
يقول لهم ” ان كنتم بلا دين وكنتم لا تخافون المعاد … فكونوا احراراً في دنياكم ، أي ارجعوا الى ضمائركم الى ارواحكم المجردة .
الدين بلا حرية مجرد شعارات فارغة وفروض خاوية.
الحرية قيمة عليا لا يحملها سوى الاحرار والثوار في سبيل الحق
الحسين عليه السلام يثوِّر فينا روح الحق المقترنة بالحرية، وكأنه يقول الباحث عن الحق هو الانسان الحر .
فالصدق والعدل والحق لوازم الحرية
فلا حرية مع الكذب والدجل ولا حرية مع الظلم ولا حرية مع الباطل .

إذاً ما مساحة الحرية في الفكر الحسيني؟
و ما معنى ان تكون حرا ً يعني ان تكون حسينياً وما معنى ان تكون حسينياً ؟ يعني أن تكون إنسانا ً
أن تعشق الحرية فأنت حسيني
ان ترفض الباطل فأنت حسيني
ان تحارب الفساد فأنت حسيني
ان تقف بوجه الظلم فأنت حسيني
ان تتحسس بمأساة الآخرين فأنت حسيني
أن تكون متسامـحاً
ان تكـون نقيــاً
ان تكــون ثــائراً
أن تكون صادقاً
أن تكون أمينــاً
أن تكون عاشقاً
أن تكون وفيـــاً
أن تكـون أبيــاً
أن تكون كريماً
ان تكون حراً فأنت حسيني
وانت تكون حسيني فأنت حر
حينما تحول الحزن الى حرية فانت حسيني
هكذا هو الحسين
ورحم الله الشاعر كاظم الخطيب
يقول :
من اجله لا تريقوا دمعكم بددا
بل اجعلوا الحزن والالام معتقداً
وحولـــوا الدمع إيمانا بمذهبــــه إن الحسيـــــــن بيوم الطــف قد ولــــــــدا
إني أرى دمــــه في الشمـس مؤتلقــــا ووجهـه في نجــوم الليل متقــــدا
وجدتـــه ماشيــــا في الأرض منتفضـــا يمـد من رحمـة للمتعبيــن يـــــــدا
شــاخ الزمــــان ولم تتعــب نواظــره ترنـــوا إلينــــا ولكن لا تــــرى أحـــــدا

(Visited 23 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *