تحويل المتخيل الى معاش

تحويل المتخيل الى معاش

سعد هدابي المسرحي الذي نذر العمر كله
للمسرح لا يحلم ابدا بغير عالم الكتابة، فقد
يقول من يقول انه يطارد قطيع الاوهام
واعتقد جازما انه يفرح ان قيل له انك لا تحيا الحقيقة،
لانه يعرف ان الحقيقة تتناسب مع الواقع. فهو انسان
واقعي اخذ لنفسة مسارا ذاتيا خطة منذ ان كان يافعا.
عرفت سعد في معهد الفنون الجميلة و من خال
مسرحية بستان الكرز لتشيخوف و التي اخرجها مهند
طابور، عرفته ممثا بارعا اجاد دوره الرئيسي بكل
حب فقد كان باًرعا الى الحد الذي ادهشنا و هو يقول
كلمته الاخيره في المسرحية بتشاؤم متفائل و هنا سر
الدهشة التي صنعها لنا سعد «كلكم على حق » فهو
ممثل مدهش حقا.
غادرت العراق سنة 1986 وبقي اسم ووجه سعد
شاخصا في ذهني الى هذا اليوم، ذاك الشخص الجاد
الذي يقراء كثيرا و يفكر كثيرا و لا يخشى اي شيء
ولا احد يقف في طريقه، فهو كما يقال مثل الطلقه
مستقبل فقط.
كنت اتابع سعد عن طريق بعض الاصدقاء خال
التسعينات ، وكان اعجابي يشتد اكثر لانه اصبح كاتبا
جميا واصبح مخرجا بعد تخرجه من معهد الفنون و
دخوله اكاديمية الفنون في بغداد لنيل البكالوريوس.
في اعتقادي ان الشهادات لا تعني اي شيء لسعد لانه
كاتب و كما قال الكاتب السوري الكبير محمد الماغوط
«انا اعرف اكتب فقط » جوابا على سؤال فيما اذا كان
قد درس و أكمل دراسته.
سعد الذي انتشر بشكل جميل في جميع انحاء العالم
العربي لا يبالي بالالقاب و الكنى فهو اكبر منها دون
ادنى شك، فكم من شهادة دكتوراة فخرية منحت له
و كم من حفاوة استقبل بها، فهو كما هو لا يغتر و لا
يعرف الغرور طريقه الى سعد.
هذا المدخل ليس دراسة او حتى تناول لاعمال سعد
هدابي الكثيرة و التي ان دخلت مسابقة فانها تحصد
الجوائز و تثير النقاش و التنافس، بل هو تعريف بسيط
جدا و متواضع جدا لما قدمه هذا الكاتب الكبير من
اعمال درامية في التلفزيون و المسرح و السينما، هذا
المدخل و الذي نأمل ان تعقبه دراسة لسيرة و اعمال
المبدع سعد هدابي.
سعد مولع بالمسرح مولع بالتمثيل، الاخراج، الكتابة او
اي شيء من شانه ان يذكره بالمسرح، فسعد الذي كتب
الى التلفزيون اكثر من مسلسل يحاكي الواقع سيتوج
هذه السنة بعمل تلفزيوني تحت عنوان )جدران باردة(
من اخراج رجاء كاظم وتمثيل نخبة من المبدعين..
اسيا كمال.. عزيز خيون.. عبد الستار البصري.. مقداد
مسلم و اخرون. سعد كتب الى السينما سيناريوهات
كثيره و مهمه، سعد كتب الى المسرح الكثير الكثير
من الاعمال المسرحية، نذكر منها ما يسعف ذاكرتنا:
قصة حب وثنية
صهيل
زنزانة البوح
عجاف
غسيل اموات
مطبرة
شرفات
مرايا الشمس
وهل يخفى الغجر
سيكون افتتاح مهرجان بابل لهذا العام ) مرايا الشمس(
و هي من تاليف الكاتب الكبير سعد هدابي ومن اخراج
بهاء العلكاوي… تمثيل الفنان سامي قفطان والمبدعة
اسيا كمال والفنان كاظم القريشي والفنان محسن
الجياوي والفنان كريم الزيدي …
كما قدمت لا يمكن ان نوجز او نختصر هذا المبدع
الكبير بهذه المقدمة المتواضعه او المدخل
الذي نامل ان يكون مفيد، فانه اكبر من هذا
و هو كما قال جون لينون في اغنيته «تخيل »
ربما تقول عني اني حالم
و لكني لست الحالم الوحيد
فهو يحلم بتغير الواقع و بهكذا رجال يمكن ان نرى
المستقبل الافضل و الواقع الاجمل.
و لا يخفي هذا الكاتب الكبير اعان كتابة مسلسل عن
يونس بحري الشخصيه الاكثر اثارة للجدل و الغموض
في تاريخ العراق الحديث و الذي سيمثل الشخصيه
الرئيسية في هذا المسلسل ابن يونس بحري، الممثل
المسرحي و التلفزيوني المعروف سعدي يونس.

(Visited 2 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *