شارٍكْ قاطِعْ !! / عبد الحميد الصائح

شارٍكْ قاطِعْ !! / عبد الحميد الصائح

 

عبد الحميد الصائح – إعلامي وكاتب عراقي

مشكلة عويصة تلك التي يوضع فيها عادة شعب العراق ، حين ينخفض مستوى الفعل والتاثير الجماهيري في صناعة القرار الوطني ، يواجه الشعب ثنائيات مفزعة لاثوالث لها . ثنائيات مرة على الجانبين ، اما الديكتاورية أو الاحتلال ، اما التقسيم أو الطائفية أما القبول بالفساد والفاسدين أو الحرب الاهلية ، اما غياب الأمن أو الحريات، اما الموت أو الهجرة ، اما واما وكلا المكسبين مُهين ومجهول ولارادّ له سوى القبول بالمقسوم.
الثنائية الجديدة التي يواجهها العراقيون الاعتياديون غير المنتمين مع كل انتخابات تجرى في العراق ، ÷ل اشارك بالانتخابات أم اقاطعها؟.
إذا شاركتَ تخدم الفاشلين، وإذا احتفظتَ بصوتك، ايضاً تخدم الفاشلين الذين حكموك ولاشغل لهم سوى التحكم بمصيرك أربع سنوات أخرى ليأتوك ثانية بصلافة غير مسبوقة مجددين دعوتك لانتخابهم مرة اخرى !. .
ففي واقعنا اليوم مايضع الفرد في دائرة من فوضى اتخاذ القرار حين تتقافز داخلك خيارات متناقضة لكنها جميعا صحيحة!!
حين اقاطع الانتخابات؟ أحرِم مواطنا جديدا شجاعا يريد ان يواجه الفاسدين بنفسه داخل قبة البرلمان حتى لو كان اقلية أو مجرد فرد ..، ثم اتراجع عن قراري هذا بل واحذر المرشحين المستقلين الجدد تحديدا من دخول البرلمان لانهم مع الحيتان المكررة لن يجيبوا نقشاً فقد يندفعون الى الهذيان والجنون كما حصل مع نواب جربوا ذلك . ثم اغير القرار ثانية واشجعهم واقول : بدل ان تلعن الظلام أوقد شمعة !
مشكلة عويصة فعلا ، لماذ عويصة؟ عويصة على المستقل فقط ، لان هناك من يرى بعين ولائه ويحسم امره فيصوت بناء على ذلك وهو مغمض العينين، جمهور احزاب وعبدة أشخاص وباعة ضمائر وساكتون عن الحق . وهناك فصيل يمكن تسميته ( اللاأدرية السياسية ) الذي يتردد عن المشاركة حتى وهو يضع اصبعه في المحبرة ، ياتي الى التصويت كمن ياتي الى زرق ابرة بالوريد لايعرف عنها شيئا ، هل هو في الموقف الصحيح؟ أم في الموقف الخطا ؟، هل يصوت للاصلاح؟ ام يبارك اعادة انتاج الفاسدين مرة اخرى؟ ، هل هو مع السلطة أم ضدها؟ .(لايدري) حاله حال تلميذ ارسطو الذي طلب نصيحته هل الزواج افضل أم العزوبية ؟ فكانت اجابة الفيلسوف الطريفة : كلاهما سيء فتزوج .
هذه الثنائيات الغامضة في حياة العراقي (المستقل) الطبيعي هي بحد ذاتها فشل عراقي مفضوح في السياسة وادارة المؤسسات وبناء الدولة وخدمة سكانها وايجاد رؤية واضحة لمستقبل البلاد .حيث لاتعرف بالضبط ماهو المفيد لك ولشعبك ، مقاطعة الانتخابات ام المشاركة فيها!؟
ومالذي تنصح فيه الناس بعد ذلك ، قاطعوا؟ شاركوا؟ ويبقى القرار لكم اعانكم الله على إتخاذه. .

المقال معد عن مقال سابق قُبيل انتخابات 2018،(قاطعوا لاتقاطعوا) تغير فيه بشكل طفيف فقط ما يتصل بتحالفات الانتخابات الماضية.

(Visited 7 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *