تنتشر الاسواق الشعبية من اصحاب البسطيات والباعة الجوالون في المناطق الشعبية الفقيرة في عموم العراق ، وغالباً ما يفترش هؤلاء ارض الله الواسعة ويقفون على باب الله ليحصلوا على لقمة عيشهم.
وبا شك ان هؤلاء الفقراء لا تحدهم ضوابط العمل التجاري وأحياناً لا يكترثون للانظمة البلدية ، كما انهم يعمدون في بعض الاحيان الى سد الطرقات غيرها.
ففي قضاء ابي غريب لا يختلف الحال عن بقية المناطق الشعبية العراقية ، فهناك اسواق تكتظ بالبسطيات والعربات ، فقد عمدت بلدية القضاء الى بناء محلات صغيرة وهي خطوة جيدة ، بدل البسطيات لتوزيعها على الكسبة، وقد تزامن البناء مع اصدار قراراً بازالة جميع العربات والبسطات.
لان يبدو الامر عادياً ، ولكن الامر الذي اصطدم به اصحاب البسطيات هو المبلغ المالي العالي الذي طلبته البلدية من اجل استلام المحل او ما يعرف شعبياً ب) السرقفلية( . ومما هو معلوم ان اغلب الكسبة هم من الطبقة الفقيرة الذين لم يجدوا فرص عمل مناسبة او وظيفة حكومية تؤمن لهم حفظ كرامتهم فيلتجأون الى تحصيل رزقهم اليومي من خال هذه الاسواق الشعبية لتأمين لقمة العيش.
وحينما وضعوا في بين خيارين بين الدفع وبين الازالة أي قطع ارزاقهم، لم يجدوا غير مناشدة المسؤولين علهم يجدوا حاً لمشكلتهم ورفع الحيف والظلم عنهم.
يقول سعيد وهو صاحب بسطية لبيع مواد التنظيف : « انا خريج كلية الادارة ومتزوج ولدي طفان ، لم اجد وظيفة وبقيت عاطلاً اكثر من سنتين وبعد ذلك فتحت هذه البسطة والحمد لله ، احصل من خلالها على رزقي وقوتي اليومي ، وليس لدي اي مدخرات او اموال اضافية ، وليس لي القدرة على دفع مبالغ كبيرة مقابل الحصول على محل ، والبلدية تخيرني بين ازالة بسطتي او دفع المبلغ ماذا علي ان اصنع ؟ .»
وتقول ان محمد وهي سيدة تعمل ببيع الحلي الكاذبة : « منذ سنين وانا هنا في هذا المكان. زوجي استشهد في العملية الارهابية التي طالت ابو غريب ولدي اطفال صغار. اريد تربيتهم وليس لدي معيل، ومصدر رزقي هو هذه البسيطة ، لا امتلك اموال سوى ما ابيع واشتري به ، لذا لا قدرة لي على شراء محل بالمبلغ الذي يطلبونه .»
ويقول محمود وهو يمتلك عربه و بسطية لبيع الملابس : « نحن لسنا ضد القانون، ولكن نطالب بالانصاف نحن كسبة فقراء لسنا تجارًا نستطيع دفع مبالغ بهذا الحجم، فعليهم ان ينصفونا ، لذا ناشدنا المسؤولين عبر الفضائيات ، فاستجاب لنا السيد الحلبوسي مشكوراً و وقف معنا ودعمنا. بسرعة وبشكل فوري .»
تبقى معاناة الفقراء والكسبة مستمرة وتبقى مناشداتهم للدولة وللمسؤولين ان يضعوا حلولاً عملية لتوفير بيئة مناسبة للحصول على ارزاقهم اسوة ببقية الناس.