مواويل جنوبية
عبدالسادة البصري
قبل أيام أطلَّ علينا عيدها !!
تلك التي أعطت وما تزال تعطي بلا مقابل ، منذ فجر الخليقة وليوم الناس هذا !!
لولاها لما كنّا موجودين في هذه الحياة أبداً !!
منبع الحنان ، والمحبّة ، والحضن الدافئ في كل زمانٍ ومكان !!
أتساءلُ :ــ كيف يحيا المرء بلا أمٍ ، أو بلا حضنٍ يأوي إليه كلمّا داهمته الخطوب ، وضاقتبه المسافات ؟!
كيف ستكون الحياة بلا حبيبةٍ ؟! بالتأكيد ستغدو داكنة الظلمة ، تخيّم على فضائهاالوحدة والهموم والبؤس !!
إنها الجدّة التي نغفو على حكاياتها عند الموقد في ليالي الشتاء ، والأم التي ترضعناالحنان والوفاء والطيبة والمحبّة ، والزوجة التي تشاركنا الحياة بحلوها ومرّها ، وتهدينا فلذّات أكبادنا ، والحبيبة التي تلهمنا القصائد والخواطر والقصص ، والبنت التي تحيلحياتنا سعادة وفرح ، والأخت التي تحنو علينا ، والخالة التي تواسينا كأم ، والعمّة ،والصديقة ، والزميلة ، و..و..و…!!
إنها كل شيء جميل في الحياة !!
وما يوم الثامن من آذار الذي نحتفل فيه كعيد لها لها ، إلاّ تعبير عن الجميل والدَين والوفاءلها ، فمنذ اليوم الذي وقفت فيه المرأة العاملة في معمل النسيج بنيويورك مطالبة بحقوقهاالمغتصبة ، ومضحيّة بكل شيء غالٍ ونفيس من أجل حريتها ، وكرامتها ، وعزّتها قبل أكثرمن قرنين ، ونحن نستذكر تلك المرأة ــ الجنس اللطيف ــ الذي وهبه الخالق ليكون شريكاً لنافي الحياة !!
يقول الروائي كاميليو خوزيه ثيلا :ــ النساء أرسخ قدماً في الأرض من الرجال ، وحسهنّالعام أقوى !!
وبمقولته هذه يؤكد وجودها الحتمي في كل محفلٍ ومشغلٍ ومكان !!
إنها الأرض الخصبة ، والعنفوان الذي امتزج مع شموخ الرجل وكبريائه لينبت زرعاً وثمراًويملأ الدنيا حكايات وقصص !!
إنها المرأة وكفى !!
المرأة التي وقفت إلى جانب الرجل منذ فجر التاريخ ، كونها نصفه الحلو الناعم الحنون ،لترسم معه طريقاً من نور وعالماً من جمال !!
المرأة التي ناضلت ، وكافحت ، وصمدت أمام أعتى الأعاصير والأنظمة الفاشيةالاستبدادية ، لتحطّم قضبان السجون ، وتهزّ عروش الطغاة ، وتمرّغ أنوف الجلادين فيوحل العار والهزيمة !!
منذ فجر السلالات ، وهي ترفع راية النضال من أجل الحرية وكرامة الإنسان وبناء الأوطانفي عالمٍ ذكوري التفكير والمنطق والعمل ، وبنضالها هذا أكّدت شراكتها الحقيقية في صنعالتاريخ وبناء المجتمعات والشعوب !!
وما موقف المرأة العراقية اليوم في انتفاضة تشرين إلاّ دليل كبير على دورها الأساسي فيصنع الانتصارات ، وانتزاع الحق والحرية من بين أصابع الجلادين !!
المرأة العراقية اليوم وبكل فئاتها العمرية ، ومستواها الثقافي والفكري ، ومكانتها العلميةوالمجتمعية وقفت إلى جانب أخوتها في ساحات الشرف وخيم الاعتصام مطالبةبالإصلاح وفضح الفاسدين ومحاربة الفساد والمحاصصة والطائفية ، من أجل بناء وطنحرٍ سعيد تسوده العدالة والمحبة والوئام ونكران الذات !!
المرأة اليوم أثبتت للعالم أجمع أنها القرين الأمثل لأخيها ورفيقها وزوجها وابنها وأبيهاوقريبها الرجل في الفكر والعمل والاندفاع من اجل الوطن !!
المرأة التي رفعت راية العراق عاليا ، واختنقت بدخان مسيّل الدموع والغازات ، وقدّمتروحها قربانا من اجل الوطن علينا أن نحتفل بيومها ، فهي امتداد لكل النساء المناضلاتاللواتي ذكرهنَّ التاريخ منذ عصور ما قبل الميلاد ولحد هذه الساعة !!
لعيدها نكتب الأشعار وننشد الأغاني ونرفع الزينة ونهديها الورود وأكاليل الغار والنرجسونقول لها :ــ أنتِ كل شيء في حياتنا ، كل آذار وأنت بألف ألف خير !!!!!