تأليف راتشيل بلون
ترجمة : د.طاهر علوان
…
عمليّة كتابة السيناريو هي رحلة ممتعة ومشوّقة ومهمّة على أنّها ليست سهلة وتحتاج إلى مزيد من الخبرات والتعلّم والتدريب والممارسة.
فالمتعة الخالصة التي تقدّمها الأفلام والمسلسلات ذات السيناريوهات الناجحة والمتميّزة تدفع المزيد من المهتمّين بكتابة السيناريو إلى الدخول في هذا الميدان المهم الذي هو مهنة في حدّ ذاتها وتخصص بالغ الأهمية في صناعة الترفيه وفي ميدان الإنتاج السينمائي والتلفزيوني.
وفي هذا الإطار يأتي صدور كتاب دليل كتابة السيناريو من تأليف راتشيل بلون وترجمة الناقد والأكاديمي د.طاهر علوان وذلك عن دار ابداع في القاهرة والذي تم عرضه لأول مره في معرض القاهرة للكتاب مؤخرا.
يقول المترجم في تقديمه للكتاب انه خلال رحلته الطويلة في مجال كتابة مئات المقالات النقدية وتنظيم ورشات كتابة السيناريو وتأليف كتب عدّة وتدريس هذا التخصّص في الجامعة، فقد وجد أنّ هنالك نقصاً ما يزال قائماً في الكتُب المتميّزة التي تقود المعنيين بكتابة السيناريو، سواء أكانوا هواةً أو في طريقهم إلى الإحتراف إلى تعلّم المزيد من الأسرار الدقيقة لكتابة السيناريو، وإكتساب المهارات الضرورية المرتبطة به.
يشكل الكتاب إضافة نوعية مهمّة، فهو كتاب غزير بالمعلومات حيث يعلّم ما يمكن أن نسمّيه ( المزيد من أسرار الصنعة ) والمزيد من العوامل التي تمكّن المهتمين بهذا الفن والابداع المهم الى مستوى من الاحتراف في مجال كتابة السيناريو.
ولأنّ المؤلّفة هي في الأصل محترفة وأستاذة متمرّسة في الجامعات الأميركية وتجمع بين تخصّص علم النفس وكتابة السيناريو وتنظيم الورشات الخاصة باكتساب مهارات كتابة السيناريو، بحسب مقدمة المترجم، لهذا كلّه فقد أبدعَت في تقديم معلومات غزيرة وعمليّة تساعد كُتّاب السيناريو بصرف النظر عن مستواهم وخبراتهم في التعرّف على أسرار جديدة في كتابة السيناريو واجتياز العقبات التي تواجههم كما أنّها فضلا عن ذلك اختتمت كلّ فصل بعدد من الأسئلة والمناقشات.
تقول المؤلفة أنّ كُتّاب السيناريو سواء أكانو مبتدئين أو محترفين أو هواة يلتقون جميعاً في نقطةٍ واحدة وهي أصول وقواعد كتابة السيناريو.
وهم في أمسّ الحاجة إلى تجديد معلوماتهم في هذا المجال.
فلكلّ من يبحث عن تعلّم تلك المهارات في كتابة السيناريو، أقول له أن هذا الكتاب موجّه لك، وسوف يكون لديك من خلال قراءته وبعد قراءته معرفة متميّزة عن بناء القصة السينمائية الصحيحة ومعرفة واسعة في مجال بناء وتطوير الشخصية في السيناريو.
علاوة على ذلك سوف يتيح لك هذا الكتاب، التفاعل مع المعلومات من خلال التمارين والتطبيقات الخاصة بكتابة السيناريو، والتي سوف تتاح في نهاية كل فصل والهدف منها هو الإقتراب من إتقان حِرفة كتابة القصّة السينمائية والتلفزيونيّة على حدّ سواء من خلال التطبيقات والإجابة على الأسئلة.
من جهة أخرى، سوف تمكّنك فصول هذا الكاتب المختصرة والمكثّفة من التعرّف على كيفيّة عرض فكرتَك الأصليّة والعمل عليها حتى تنتهي من السيناريو الكامل، والذي ستتمّ كتابته بشكل إحترافي.
يشتمل الكتاب على عشرين قسما تفتتحه بالتساؤل، كتابة السيناريو، أهو عملٌ سهلٌ أم صعب؟ وبمقولة هيتشكوك الشهيرة،” لكي تصنع فيلماّ عظيماً، فإنّك تحتاج ثلاثة أشياء وهي، أولاً السيناريو، وثانياً السيناريو، وثالثاً السيناريو”.
وتتحدث المؤلفة عن تجربتها الواسعة في هذا المجال قائلة، بالنسبة لي، أود أن أوضّح للقرّاء، أنني بدأت لأول مرة بتدريس ورش عمل كتابة السيناريو في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، وفي ورشات إعداد كتّاب السيناريو منذ أكثر من عشرين عاما، كما نظّمتُ حلقات دراسية لكتابة السيناريو في معهد الفيلم الأميركي في لوس أنجلوس.
في النهاية، أصبحت أستاذاً مساعداً في مدرسة السينما والتلفزيون المرموقة في جامعة جنوب كاليفورنيا، حيث قمت بتدريس كتابة السيناريو وتطوير الشخصية لطلاب السيناريو في مدرسة السينما.
ليست الغاية بالنسبة لأولئك الكتّاب هو السعي من أجل المال فقط، ولكن لأنّهم يريدون مشاركة رؤيتهم ووجهات نظرهم مع جمهور المشاهدين في جميع أنحاء العالم. لذا كما ترى، فإن الرغبة في أن تكون كاتباً ذا طابع تجاري وفي الوقت نفسه تريد أن تكتب نصّاً رائعاً ومتميزاً، كل منهما يسير في مسار مختلف.
في الواقع، أنّك ما لم تكتب سيناريو رائعا فإنك لن تتمكّن من بيعه وبالتالي سوف تفقد ذلك الحلم بالرواج التجاري، وفي كلتا الحالتين فإن هدفك هو أنّك تريد كتابة نص رائع.
إن أولئك الذين ينجحون ككتّاب للسيناريو لا يستسلمون أبدا بل يكتبون ويعيدون الكتابة مرّات ومرّات بلا ملل. لديهم العنصر الأكثر أهمية للكتابة وهو المثابرة والرغبة في تحقيق النجاح والرغبة القوية في أن يصبحوا كتّابا للسيناريو. إنهم قادرون على تسمية أنفسهم كتّاباً للسيناريو لأنهم أتقنوا حرفتهم من خلال القيام بالعمل الصعب المتمثل في الكتابة وليس لأنهم يريدون فقط أن يُعرفوا بالكتّاب!
من ناحية أخرى تقول المؤلفة، من ناحية أخرى، عملتُ مع كتّاب لديهم العديد من الأفكار التي أرادوا كتابتها ومع ذلك واجهتهم مشكلة في تطوير قصة سينمائية تجسّد أفكارهم. في حالات أخرى، كان لدى بعضهم القصة التي يريدون كتابتها، لكن لم تكن لديهم أيّ فكرة عن كيفية تطوير الشخصيات اللازمة لتلك القصة.
ثم تشرع في الدخول في أقسام الكتاب العديدة في رحلة مشوّقة وممتعة وبأسلوب سلس تجعل هذا الكاتب إضافة نوعية لكتب السيناريو المترجمة الى العربية وفيه مجهود حقيقي من طرف المؤلفة والمترجم ولتحقيق هدف المهتمين بكتابة السيناريو أن يكونوا بمستوى احترافي عال.