عزيز خيون

عزيز خيون

بقلم الكاتب محمد علي
على سر أبيه، منضبطا خلوقا شخصية قويه، وهو يمسك صحن وحضرة الامام علي ع لوحده . أخذ الدربة من عميد المخرجين في النجف ” مهدي سميسم” ليدخله في هذا المجال الحيوي ” المسرح” ليرحل الى بغداد حيث هناك أعمدة المسرح العربي امثال جاسم العبودي وابراهيم جلال وبدري حسون فريد وعوني كرومي . يبدأ عزيز برائعة استاذه ” مركب بلا صياد” وليفوز في اول قفزة له على لقب افضل ممثل . كانت تلك الجائزة جعلت منه طودا شامخا على خشبة المسرح . تلقف هذا الفنان منهجية خاصة في التمثيل والاخراج . مدرسة تهتم كثير بالتفاصيل الصغيره، ليكون العمل المسرحي قد أوصل رسالته . الامتداد المتواصل بين هؤلاء الاساتذة والمخرج والممثل العملاق ” ستانسلافسكي” هذه المدرسة تعتمد الاداء المهني الصادق، حيث ينهمك الممثل في الخوض في أغوار الشخصية ويتلبسها وينزع جلباب الخشبة، لينقلك وكأنك امام امرين مفاد وثيمة ما اراد المؤلف، والامر الاخر انك أمام الشخص ذاته بحركة جسده الذي توظف مع الفعل . هذه المهمة لا يجيدها الا من ثوًر دواخله ليجسد الواقع بكل ابعاده النفسية، ولينقل لك حركة منعكسة بارتباط لا ينفصل عن البيئة والواقع وصدق الالتصاق بينهما .
عزيز شديد للغاية في عملية تدريب الجسد ليكون معطى حقيقي في مجمل حركاته، وصوته وايماءاته لتوصيل المعنى الحقيقي والهدف المتوخى من المسرحية . كان صارما في تعامله مع الممثل، تلك الصرامة الجادة التي انتجت ـ على مستوى اداء الممثل ـ لوحات باهرة في مسرحياته السابقة اوصلت احداها، وهي مسرحية «لو» بطلها الفنان جواد الشكرجي الى جائزة افضل ممثل في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي لعام 1989 وكانت من اخراج عزيز . ولصرامة عزيز خيون مع ممثله في التجربة الجديدة ما يبررها، انطلاقاً من كونه ممثلاً اولاً، ثم لأن المحترف كان في رؤاه الأولية مختبراً للبحث عن آليات واشكال جديدة في التمثيل. عزيز هو محترف بغداد المسرحي لعل هذا حلمه، في وجهة نظره للممثل والمسرح دون تلك النماذج من الممثلين اللذين يضحكون على انفسهم قبل اضحاك الناس . اما اعماله فهي بالعشرات في المسرح ممثلا ومخرجا وفي المسلسلات العشرات وفي الافلام . يبقى عزيز قامة وفنانا عراقيا وعربيا، شق الطريق الوعر ليقدم لنا نموذجا لا يتكرر في انضاج مسرح جاد ملتزم . أعطني مسرحا أعطيك شعبا مثقفا .

(Visited 64 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *