ويليام أندرسون
ترجمة المترجمة العراقية بنين علي صالح
الأدب أساس الحياة فهو يركز على العديد من المواضيع بدءً من المآسي الانسانية حتى البحث الشائع عن الحب ، فيزيائياً هي مجرد كلمات مكتوبة الا انها تصبح حية في عالم الخيال من خلال قدرة العقل على فهم بساطة أو تعقيد النص . الادب يجعل الناس يرون من خلال اعين الاخرين وربما الاشياء الجامدة أحياناً لذا يعد مشاهدة لوجهات نظر الاخرين من خلال لوح زجاجي ، انها رحلة منقوشة على الصفحات يكسبها خيال القارئ قوة . جوهريا الادب بوابة تعليمية للقارئ يعرف من خلالها كيف يخوض غمار الحياة ويكتسب خبرات من قصصها الاكثر تعاسة ولحظاتها الأكثر سعادة وهذا ما يجعله يلامس قلوبهم في أعمار مبكرة جداً والتي تبدأ من خلالها مطالعاتهم لأكثر أشكال النصوص الأدبية بدائية ، الكتب المصورة والنصوص البسيطة تلك التي تستخدم لتخاطب روح المتعلم أثناء تعليم الأبجدية وأمور أخرى . على الرغم من انها لا توازي تلك الروايات التي تحوي على ثمان مئة صفحة غير انها الخطوة الاولى التي يتخذها الكثير باتجاه عالم الأدب وبشكل تلقائي يكتشف الاشخاص أنواعاً من الكتب كلما اصبحوا أكبر عمراً مما يدفعهم للبحث في النصوص الغامضة والكتب الأكثر شمولاً . القراءة ومعرفة مفاتيح عالم الأدب منذ الصغر تجعلهم يدركون ذاتياً الأهمية الحقيقية للأدب فلا يمكن أن نكون اشخاصاً اخرين من خلال الفهم والادراك لمواقف يمرون بها وادراكها من عدة جوانب وعلى وجه الخصوص في حالة التحدث بشكله الفيزيائي المعروف ولا يمكننا استبدال الاجساد مع الاخرين من بني البشر تحديداً فمن الصعوبة الولوج الى عالم الاخرين بكل تعقيداته وفهمها تماماً الا من خلال الأدب فهو الشيء الوحيد الذي يجعلنا الأكثر قرباً من خلجات القلوب . فان كانت هناك رواية عن حرب غادرة تمت كتابتها برؤية جندي ستسمح للقارئ أن يتصور ذكرياته وألمه وعواطفه دون أن يكون هو ذلك الشخص بذاته على أرض الواقع وتبعاً لذلك يمكن أن يكون الأدب آلة للزمن تمكن الأفراد من الدخول في فترة زمنية محددة داخل القصة وتمكنهم من تقمص عقل وروح بطل الرواية ومع وجود قدرة القارئ لرؤية العالم بعيون جديدة ، يذهب القارئ للتفكير بحياته الخاصة فالنصوص التي ترتبط بشخصه وحياته ربما تعلمه القيم الاخلاقية وتجعله أكثر قدرة على اطلاق الأحكام العادلة ويمكن اثبات ذلك من خلال النظام التعليمي المتبع في المدارس فتلك المواد التي يتم اقحام اللغة القصص فيها أكثر من غيرها لاغراض تعليمية أخلاقية من وراء عملية السرد هي الأكثر مقبولية وتاثيراً . فعلى سبيل المثال فان قصص ويليام سيكسبير ترمي الى اظهار الطبيعة البشرية بجانبيها الجيد والطالح . بناءً على ذلك يمكن للأدب أن يعزز قدرة القارئ على تقييم الأمور فيجنب القارئ المرور بالمواقف التي مرت في عالم الخيال . ومن الان فصاعداً يعد الأدب دليلاً للقارئ لتتبع احداث الحياة والحكم الجيد على المواقف التي يمر بها القارئ لانه لا يعكس الحياة كما هي بل يضيف لها . العالم اليوم متغير بشكل مستمر فلم يحدث من قبل ان كانت الحياة فوضوية وصعبة للجميع كما هي الان بل كانت قبل ظهور الأدب عملية ويمكن التنبؤ باحداثها ولكنها الان بعد توسع الادب ووصوله الى مكتبات كثيرة لا تعد ولا تحصى وولوجه الى أذهان الكثير من الناس ليصبح بوابة لاشباع فضول العقل البشري وفهم ما يدور حولهم في هذا العالم . للأدب أهمية كبيرة لكونه يعزز الروابط البشرية والعلاقات الاجتماعية ويعمل على تقييم التصرفات ماهو جيد وما هو طالح منها ، لذا فالكلمات اليوم اصبحت حية أكثر مما كانت عليه سابقاً .
