علي عبد عيد – كاتب عراقي
الشطرةُ الوَلادة للأطوار تبوح للوتر بالشجن ليكون نغماً على ضفاف شط البدعة يناغم صوت الطائر الذي حلق عالياً داخل حسن والذي شدا لوعةً يناغي الغريد حضيري أبو عزيز وقد تجلى النواح ليكون ارثا ابداعيا غنائيا يلازم دواوينها الادبية والفنية العامره بالشجن الاصيل والكلمة المعبرة يصاحبها نغم معجون بوجعها ، والذي ظل يتجلى بأبداع ازلي يخلق اجيال تتواصل وتتوارث ابداعاً وحضورا فنيا مستلهمين من تلك المسيرة .انها رسائل تتناغم مع القيم الانسانية النبيلة من بينهم الفنان سليم حنتوش راضي الدخيلي الإيزيرجاوي والاسم الفني سليم سالم من المولود عام ١٩٥٤ الناصرية بدأت علاقته مع النغم منذ الطفولة حيث كان يدندن مع نفسه أنغام يرددها ومعها إيقاع قدمه الصغير اذ كبرت تلك العلاقة وتطورت الى عشق إفلاطوني مع النغم فكان يستهوي الصوت المنغم الجميل والمعبر والذي يداعب الروح والوجدان فنان وعاشق يردد الحانه بصوت هادئ وبهمس يداعب اوتاره يغازل معشوقته الأبدية بروحه وجسده منتميا لشطراه . كان شقيق الفنان سليم سالم ( كاظم حنتوش – فنان تشكيلي ) رحمه الله حين يعلق لوحاته بخيط النايلون ومن هنا بدأ عشق سليم سالم للوتر بشكل جنوني حيث بطريق الصدفة سحبت أحد تلك الخيوط من الوسط وسحبت أحد الجهتين بسبابته ووقع الصوت على مسمعه من هنا تطور هذا العشق الى صناعة أداة تشبه الة العود وشددت عليها الخيوط وكان يستأنس بسماع تلك الاصوات دفعه ذلك الى الحصول على مورد مالي مستقل لكي يشتري آلة عود اذ لم يكمل دراسته الثانوية وتطوع في الجيش العراقي عام ١٩٦٨ حيث كان عمري اربعة عشر عام وبعد أن تخرج من الدورة عام ١٩٧١ حصل على أول راتب إشترى عود غزالته منفصلة عن الوجه مما قام بإصلاحه وبدأت مسيرته مع تلك المعشوقة وقد هام بآلة العود فهي مستودع سره وحاكي همومه .لحن أول أوبريت بعنوان ( مسعود أبو خزامة ) تأليف حسين هزاع الصريفي وأداء مجموعة من طلاب مدارس مدينة الناصرية عام ١٩٧٣ وقد عُرِض على مسرح بهو البلدية .. أسس أول فرقة موسيقية للشباب عام ١٩٧٥ في مركز شباب ذي قار وقد قام بتدريب اعضاء الفرقة منهم مهند فاضل حمد على الأورغن ومالك الشويلي على آلة القانون وصادق بصيص على الأيقاع وجاسم محمد عليوي على ألة العود الذي كان مصمماً على الأنتحار في حالة عدم تعلمه العزف على آلة العود لكن جهود الفنان سليم سالم واضحة في تعلمه لهذه الألة إضافةً مشاركة المطرب كاظم ساجت ومجموعة من المنشدين إذ شاركت تلك الفرقة بمهرجان المحافظات الجنوبية في مدينة العمارة وقد حصدت جوائز مهمة لكل الاختصاصات منها أفضل ملحن شاب – أفضل مطرب شاب – أفضل راقص شعبي – أفضل عازف ايقاع شاب أعتبر سليم سالم ملحناً رسمياً بتأريخ ١٥ / ٤ / ١٩٧٥ في إذاعة بغداد . تخرج من معهد الدراسات الموسيقية – بغداد – ١٩٨٤ وخريج دورة ضباط الموسيقى العسكرية ١٩٩١ وحاصل على شهادة البكالوريوس كلية الفنون الجميلة عام ٢٠١١-٢٠١٢ .. سليم سالم ذالك الفنان الملتزم والمتواصل الوجه الوضاء والطامح في فضاء الابداع صاحب الطله الجميل والحضور الفني اثرى المكتبه الموسيقيه بنتاجاته الموسيقية حيث قدمت له الفرقة السيمفونية الوطنية العراقية مجموعة من مؤلفاته الموسيقية ابتدأً من عام ١٩٩٩ كتب عدة مؤلفات لآلة العود المنفرد وثنائي العود و البيانو عمل مدرساً لآلة العود والصولفيج العربي والغربي في ( معهد شبيبة الأسد ) من عام ٢٠٠١ -٢٠٠٩ بدمشق . عمل مدرساً لمادة قواعد الموسيقى العربية وآلة العود في كلية التربية الموسيقية – حمص للعام الدراسي ٢٠٠٤ -٢٠٠٥ . أسس فرقة ( جســور ) الموسيقية في عام ٢٠٠٧ في دمشق وفرقة الأرموي للعود في بغداد ٢٠١٠ . فاز بمسابقة تلحين النشيد المدرسي التي أقامتها شبكة الأعلام العراقية ٢٠٠٩ عضو الفرقة السيمفونية الوطنية العراقية كمؤلف موسيقي منذ عام ٢٠١٠- ٢٠١٧ حاصل على جائزة الأبداع في التأليف الموسيقي من وزارة الثقافة عام ٢٠٠٠ ومنح الميدالية الذهبية في التأليف الموسيقي من المنظمة العالمية WIPO في جنيف لعام ٢٠١١ عن عمله قبسات من الغناء العراقي . تاليف للأوركسترا الصربية خمسة مؤلفات موسيقية في بلغراد ٢٠١٢ . كتب الموسيقى والألحان لأوبريت ( رأيت بغداد ) ضمن افتتاح فعاليات بغداد عاصمة الثقافة العربية ٢٠١٢ في عام ٢٠١٦ لحن عملا موسيقيا اوركستراليا بعنوان القصيد السيمفوني ( طريق الحق ) الذي يتناول ملحمة ثورة الحسين ( ع ) بكل محاورها المهمة وقد أنتجته شبكة الاعلام العراقي عام ٢٠١٨ على شكل قرص ليزري لغرض تسويقه لخارج العراق وهو الان قيد التسويق من قبل مركز الغد الزاهر للتنمية والاعلام قام بتلحين وتوزيع العمل الغنائي الأوركسترالي الكورالي ( الملحمة السيابية ) وهو عبارة عن خمسة مقاطع من ديوان شعر السياب وقت العمل٣٠ دقيقة وحائز على جائزة الإبداع عن مجمل أعماله الموسيقية والميدالية الذهبية من المنظمة العالمية لحماية حقوق المؤلف والحقوق المجاورة قدم في الأسبوع الثقافي العراقي الافتتاحية الموسيقية لأوبرا سنمار و(غربة) وقبسات من الغناء العراقي وفنتازيا حكايات العود ومقطوعة (نشوة) الذي مزج فيها بين العود العراقي و الآلات الغربية التي أوصلت الرسالة الفنية العراقية الى أوربا . لحن العديد من الأغاني لبعض المطربين العراقيين العرب عضو نقابة الفنانين العراقيين منذ عام 1985 وعضو اتحاد الموسيقيين العراقيين 2004 تواصل في مسيرته الموسيقية دون انقطاع وعمل على تقديم أماسي موسيقية في مجال التراث والاطوار الغنائيه الفولكلورية في احيائها واستحضارها من خلال التطبيقات (موسيقى – غناء) منها طور الشطيت .. خلال عشقة الافلاطوني مع النغم وألة العود وقدرته الفنية العالية قدم بعض التطبيقات والمزاوجه بين الموسيقى الحديثة وفولكلورنا الجميل في استحضار لون الخشابة وألوان الغناء الريفي برمزيه عاليه مما حافظ على نسق مضمون المدرسة البغدادية من خلال مسيرتة الطويله في تقديم بعض المعزوفات الموسيقية والتقاسيم الارتجالية متاثرا بتلك المدرسة أثر مهاراته الفردية بالعزف والتكنيك العالي .. مسيرة فنيه كبيرة أثمرت من خلال نتاجه الموسيقي الحافل والمتواصل بعطائه الإبداعي أنها رسالة تواصل وتعايش وانفتاح مع الجميع .