نقطة ضوء  على  صحيفة المستقل / نعيم عبد مهلهل

نقطة ضوء على صحيفة المستقل / نعيم عبد مهلهل

نعيم عبد مهلهل

صديق الطفولة والصبا والأحلام السومرية الكاتب والشاعر عبد الحميد الصائح المشرفالعام على  صحيفة المستقل اللندنية ذات الرداء العراقي والعزيز علاء الخطيب الإعلاميالمتميز  والباحث المولع بهاجس العراق وشؤونه رئيس تحريرها . ومعهما حشد الطيبينوالمثقفين والصحفيين  اختاروا منطقة الرأي الحر المستقل بعد أن تحول الاستقلال والرأيالحر من منطقة خضراء آمنة الى منطقة مجازفة حمراء يدفع رجالُها ثمن الحرية والانتماءالخالص للوطن والثقافة والجمال ، لتشرق هذه الصحيفة الجميلة اليقظة في اختياراتهاوأصالة كتّابها مع بداية كل اسبوع عربي ساخن من برودة اوربا وضبابها وعزلتنا فيها   لتضيء فوق أديم بلاد تحتاج الى قطرة المطر وساعة الكهرباء وعثوق التمر والسياسيالشريف، كي يؤسسوا بلادا عامرة في المخيلة ، ينشرون المودة في ربوعها ويربتون علىكتفها المتعب ويمسحون دموعها الغالية.

على مساحة  هذه الجريدة أنشر مقالي الأسبوعي المطل على الأهوار وأهلها وأساطيرهافاجدها تصل مع قيمر الصباح ورائحة خبز التنور الى مضايفنا هناك خالصة بعيدة عنأعين الرقيب الذي كبّل القائمون على الجريدة يديه لنكتب احلامنا كما نشاء . دعم هيئةالتحرير لحرية كتابها أعطاها صفة ان تكون صحيفة المرحلة الغائبة مرحلة النهضةالتي  يتجدد فيها الوعي والحلم بعراق نتمناه جميعا ليكون عراق مصالحة وأمان وتقدم.

من يتصفح المستقل سيجد مصداقية أن تختار كتّابها من بين اؤلئك الذين يجيدونصناعة حلم الكتابة ووعيها . ولهذا أشعر بالفخر والأمان  ان أكون بينهم حيث لا مناطقيةولا شللية ولا انحياز الا للعراق، لأجدني مصلاويا  يكتب عن معلقات الاهوار وهواجسهاوحكاياتها،  وناصريا بصراويا يكتب عن اشور بانيبال  وكرديا يكتب عن غناء الريف فيالجنوب وعربيا يكتب عن معجزة كاوة الحداد.  وانا على المستقل ومنذ بدء صدور العددالاول لها  أكتب عن الاهوار رمز العراق كله وتاريخ شعبه ،اجدني كل هؤلاء حين اقرا مااكتبه بنفسي  فقد احترفت الرؤية والبحث والتغني بالمكان الأهواري وكتبت له 500 حكاية أتمنى ان تظهر كلها على صفحات المستقل ان كُتب لهذه الجريدة الممتعة ان تبقىصوتا لعراق جديد نحلم من أجله جميعا.

الى تلك النافذة المعرفية أقول : ان حكاياتي تتألق بشغف أمكنه الجنوب العراقي .وانالأهوار هي ذاكرة لعطر الأثر وبساطة الحياة وخصوصية شعبٍ ارتضى أن يكون الماءُقارته وحياته وسفينته للخلود في طوفان السياسة والمؤامرات الغامضة .

لهذا رؤية ما أكتبه سيظل وشما لحنين أمكنة وتواريخ وأساطير وحكايات وعذابات منذكريات المكان مع ذاته وتفاصيله المباشرة او ذكريات سكان المكان مع القادم من الثقافاتوالاخبار وعوالم الفن والسياسة ونجوم المجتمع . هذا ما يسعدني فعلا وان انقشه بمحبةالى أهلي وقرائي وشعبي على  جدران (المستقل) الحرة التي تستوعب كل هذا الهدير منالحنين.

حنين الكلمة عندما تكون وطناً، في مشاعره تولد النبوءات والأحلام وهتافاتُ البحث عنعشبة الحرية والخلود ، وصولات الحلم وهي تهزم الإرهاب وتدون تحت جدارية جوادسليم  صوتها من أجل خلاص بلاد  تختنق باللصوص ليطردهم شبابها خارج خيمتها  الى محارق التاريخ ، وتُحمَل مع شرفائها  الى جنائن الزقورات وبابل وما تبقى من سحرامكنه النمرود ونينوى وجبال الكرد العالية.

في فرانكفورت 4 تموز 2021

(Visited 14 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *