عدنان السوداني
مانستغرب له حقا هو حالة ( التخبط) التي تدور في اوساط الكرة العراقية جراء ماحصل حاليا ، وما سيحصل في المستقبل القريب من تداعيات وتأثيرات نتيجة قرار الهيئة التطبيعية بعدم تجديد عقد المدرب كاتانيش والتلكأ في منح رواتبه المتأخرة لمدة ستة أشهر ، ومن ثم التنكيل بقدراته وامكانياته، رغم بلوغه للمرحلة الاخيرة من التصفيات وارتقاءه بتصنيف المنتخب الوطني ليصل به من التسلسل ١١٤ اثناء استلامه لمهمة تدريبه قبل ثلاثة سنوات الى المركز ٦٩ قبل ابعاده ..!
وكان بالامكان انهاء الامور الى غير تلك النهاية المؤثرة على مسيرة منتخبنا الوطني ، وتجنيبه حالة المعاناة نتيجة الفراغ التدريبي الذي أُرغمَ على البقاء فيها ، بسبب غياب الرؤية الفنية والادارية الصحيحة لاعداده بالشكل الامثل لتصفيات حاسمة لن يتبقى على موعد انطلافتها سوى ٤٥ يوما ..!
وحينما تطرقنا وذكرنا مفردة (التخبط ) ، فهي بالفعل انعكاس لواقع سلبي بتنا نتعايش معه سيدفع بكرتنا الى حالة الفوضى مثلما ستوصلنا تلك المفردة الى لجنة فض المنازعات الخاصة بالفيفا نتيجة شكوى المدرب السلوفيني ضد الهيئة التطبيعية لعدم الإيفاء بدفع مستحقاته المالية ، ولاندري لربما ستكون مشاركة المنتخب في تلك التصفيات مهددة بالحرمان ما لم يتم تسديد طلباته .
والغريب إن رئيس الهيئة التطبيعية خرج الينا بتصريح خلال الندوة الحوارية النقاشية حول المنتخب الوطني التي نظمتها وزارة الشباب والرياضة بالقول ” إن الاموال تقف عائقا أمام اختيار مدرب أجنبي، وبالمقابل نقل الوزير درجال خبرا يقضي بتكفل رئاسة الوزراء جميع نفقات المدرب الاحنبي في حال الاتفاق معه ..
لكن ….وآه من تلك ال ( لكن ) ..لماذا تأخرتم في موضوع التحرك على مدرب اجنبي ، ولماذا تأخر موضوع مناقشة واقع حال المنتخب ، ولماذا جاءت عملية تشريح المدرب كاتانيش في هذا الوقت بالذات ، ولماذا غابت رؤية اللجنة الفنية وغاب قرارها ، ولماذا يتم السماح بتدخلات الوزير في قرارات المدرب ، و لماذا وضعنا انفسنا في هذا المأزق ، ولماذا تأخرنا في وضع العلاجات المناسبة ، ولماذا تأخرنا في اختيار ملعبنا المفترض ..؟
جميعها اسئلة واقعية نحتاج فيها الى شجاعة المسؤول للاجابة عليها ..لان الرياضة في العراق هي كرة القدم وكل موقف نبتعد فيه عن دعمها وتطويرها سيكون له تاثير سلبي عليها ولربما نخسر جهود ونخسر اموال في ظل التخبط وغياب حالة التنظيم ، وهنا ..لن تتحمل جماهيرها الانتظار لاربعة سنوات قادمة ..فالمصالح الضيقة والتفكير بلغة الأنا لا تبني لنا رياضة صالحة ..