كتب : أور نونكال
قبل عدة ساعات رأيت لقاء جمع كل من رئيس حزب الفنلنديين الحقيقيين و رئيس حزب الخضر وأيضا عضو من حزب الوسطلم يكن يعنيني كثيرا ما تحدثوا به ..
كنت أراقب يوسي هالا اهو رئيس الحزب الفنلنديين مطولا .. وسألت نفسي لماذا حصل مرتان متتاليتان على أعلى أصواتفي الإنتخابات البرلمانية والبلدية ، وهذا السؤال نفسه دار في بالي مع الرئيس الأمريكي ترامب وأيضا كورتز مستشارالنمسا السابق وغيرهم ..
ما الذي يجعل هؤلاء يحصلون على أعلى الأصوات بالرغم من عنصريتهم وطريقتهم في الكلام !!
الأجوبة متعددة لكن اللافت هو الخطاب الشعبوي الخطاب الغير متكلف الخطاب الذي لا ينمق الكلمات بل هو صريح موجهبإنفعالات حقيقية. ليست مصطنعة . !!
لقد تعود الساسة على اللغة الرسمية التي لا يفهمها الجميع بينما ترامب ويوسي هالا اهو يخاطبان جماهيرهمو(المترنحون)من الأصوات بطريقة مفهومة لا تتخللها محابات أو وعود لا تلامس الفرد ،
على الرغم من أن الشعبويين غالبا ما يلتزموا بالعرف السائد عند تبوأ السلطة إلا في الحالات التي يحصلون على اصواتتكفي للإستحواذ على السلطة بأريحية تامة، كهتلر مثلا الذي كان مفوها وشعبويا بطريقة ساحرة كما يقول المؤرخون فما أنأكتشف ان الأمة ألمانية إلتفت حوله حتى أمسى قوله فعلا ..!!
وأيضا عندما كان ترامب يوعد جماهيره ببناء جدار يدفع المكسيكيون ثمنه فعلا فقد قام بتشريع القانون وشرعت الولاياتالمتحدة بوضع ( حواجز بمسافة 455 ميل) لكنه توقف بعد فوز بايدن، ويرجح ان تستانف الولايات المتحده اكمال بناء هذاالجدار حتى في حكومة بايدن !!
على الرغم من انهم جميعا اقصد الشعبويين يحبون إلقاء الخطب والوعظ السياسي إلا أنهم لا يحبون الأسئلة الموجهة اليهم،لأنهم ليسوا مستعدين للدفاع هم يفضلون الإسترخاء أو التهجم او تقديم عرض إعلامي لما قد تؤول إليه السلطة بيدهم !!
يوسي هالا ٱهو لم يعد يريد الترشح لرئاسة الحزب وهو تكتيك سياسي ذكي فهو يحاول التنحي قبل أن تتغير مؤشرات حزبالفنلنديين ، فهو قد أعاد الحزب مجددا الى الخارطة وبقوة بعد أن أفل نجمه لبعض الوقت ، وبمجد سياسي شخصي، يتركهذا المجد على طاولة مفتوحة للمفاوضات فيما بعد، في الحزب او في الحكومة !!
هل سينجح حزب الفنلنديين الحقيقيين لأن يكون في الحكومة مرة أخرى ؟ لا أعلم .. لكن الخطاب الشمولي والشعبوي يمكنأن يلقى ناخبين كثر .. ناخبين يحبون الكاريزما والمباشرة بالخطاب بعيدا عن الكلام المنمق !! و ما اكثرهم في الارض