امير الخطيب
حين تقرر ان تذهب الى السينما لتشاهد فلم، او تريد ان تسهر ليلة الجمعهلمشاهدة فلم، تفتح التلفزيون و تختار الفلم الذي يعجبك، نعم بمقدورنا هذه الايامفعل ذلك، تختار الفلم، تبعا للقصه او البطل الممثل او المخرج.
انت تعرف انه فلم، و ان هناك ممثلين و كادر انتج هذا الفلم، و تعرف ايضا انها قصة، ربما جرت في زمن ما” حقيقية” او منصنع الخيال او حدثت في التاريخ، فمصادر تاليف القصة هي ثلاثة، التاريخ، الواقع و الخيال.
و على الرغم من انك تعرف ان هذه القصه ربما ماخوذة من التاريخ او الواقع او الخيال، الا انك تعبش القصة، تتفاعل معالبطل، تنفعل مع الاحداث، تتقمص شخصية معينه، ربما تبكي من اجل المظلوم، او تضحك على فعل غبي.
كل هذا و انت تعرف انها قصه من صنع الخيال او حدثت فعلا في الواقع او التاريخ، لكنك تتناسى ان هذا فلم، او انه قصةكتبها شخص له اغراض من وراء نشره لهذه القصة، و كذلك المخرج الذي اخرج الفلم و اغراضه، تتناسى ان القصة هيعبرة، هي شيء ذو هدف، فهي في نهاية المطاف كلام، فتترك كل هذه الامور جانبا و تتفاعل مع الاحداث و كانك تعبش معك،كانها الان و كان الكلمات سحر تلبسك و وضعك في زاوية، مشلول، لا حول لك و لاقوة، تتناسى انها كلمات، من صنع صانع،كلمات وضعها احدهم و شخصها اخر.
اي وهم تصنعه الكلمات لنا، اي تاثير للكلمات علينا، فالكلام ليس مجرد اصوات نطلقها، انما هي اغراض نتعاطاها، تتلبسهافي اكثر الاحيان فيكون تاثير الكلمات علينا كقوة جبارة تتملكنا، فكلمات الكاتب و كلمات الانبياء و كلمات الشاعر و حتىكلمات المعلم او الاخ الاكبر، و كلمات امام الجامع و مولف القصص في الافلام او اي عمل اخر، انما هي سلطة، تفعل بنا ماتريد، تقودنا الى حيث يريدون.
فالوهم يصبح حقيقة، و ربما تصبح الحقيقة وهم في بعض الاحيان، كل هذا بفعل الكلام، فالكلام سطوة و مسؤولية، و عليناان لانطلق كلماتنا جزافا، و ان نحسب كلماتنا التي نريد آن نقولها، فالكلام يخدع، يغير، يقنع، يقتل، يحي، يرطب القلب،يشعل النار، يفعل ما كل هذه الاشياء و اكثر.