أماكن لا تليق بأسمائها

أماكن لا تليق بأسمائها

عبد الحميد الصائح

أن يوضع اسم شخص على مكان عام في اي بلد او مدينة انما هو تكريم له ،وعليه لابد أن يقترن هذا الاسم بمكان يليق به ، وقد شهدنا في معظم مدن ومحلات ومؤسسات ومتاحف العالم اسماء شخصيات عظيمة مؤثرة في التاريخ ، كانت الاسماء تلك تتبادل مع المكان أو المدينة الاشراق والتنمية والشعور بالهيبة والجمال والاحترام . فالاماكن العظيمة تحمل اسماء عظيمة، والاسماء العظيمة تقترن باماكن وحواضر متقدمة تليق بها. الا في العراق نشهد مجّانية وفوضى في وضع أسماء مقدسة في تاريخ الناس الروحي على مؤسسات فاسدة ومبانٍ متداعية ومحلات تنعدم فيها مؤشرات النزاهة و أبسط الصحة والنظافة . قبل أيام ومع حادث حريق مستشفى الناصرية تم تداول اسم الامام الحسين (ع) في جميع وسائل الاعلام المحلية والعربية والعالمية ، ولكن المحزن هو كيفية هذا التداول والصور التي ترافقه والتحليلات التي تحيطه ، صورة للبؤس والإهمال والجريمة ،لاتليق بمقام الإمام وباسمه الكريم . وحين تذهب الى شوارع ومحلات تجارية في اكثر من مدينة وتسمع باسماء لامعة مثل الإمام الصادق أو الامام علي الزهراء أو الحوارء أو السجاد عليهم السلام اجمعين، وترى أن هذه الاماكن مهملة وقذرة وتنعدم فيها ادنى شروط الذوق ، ماذا تقول ؟.. وبعيدا عن التقوى والتيمن ببركة هؤلاء الاطهار ،فان الامر لايخلو من استغلال، فقد حدثني مسؤول في غرفة التجارة لإحدى المحافظات وانا أساله لماذا تتشابه بعض المحلات في أسمائها ، اليست هذه بالنتيجة أسماء تجارية يفترض أن تكون مدونة لدى غرفة التجارة ، فرد علي : هذه هي المشكلة الأساسية ، أنت تسال سؤالاً مهنياً لكن لا أحد يعنيه ذلك ، هؤلاء يضعون أسماء من عندهم دون موافقة ولانها اسماء مقدسة لدينا فهم يحرجوننا ، بل إن بعضهم يتهرب من دفع مستحقات التسجيل لانه اختار اسما مقدسا مثل الامام العباس أو السيدة فاطمة عليهما السلام ، ولذلك فهم يتسترون بهذه الأسماء ويبتزون القانون للتهرب من دفع مايترتب عليهم في وقت ترى محلاتهم وابنيتهم مفتقده لادنى الشروط .
لا اعتقد أن مراجعة هذا الامر يتطلب معجزة بل هو واجب ديني واخلاقي قبل ان يكون واجباً وطنيا لحماية هذه الأسماء من أن تكون عناوين للبؤس والفقر والإهمال وربما لأخطاء كبرى .
نريد من يضع أسما لشارع أو مدينة أو محل أو مطار أن يكون بمستوى هذا الاسم، أن نضع أسماء على حواضر نؤسسها ونبنيها بانفسنا على أحسن مستوى ، لا أن نعيش على مستشفيات وشوارع وأبنية متداعية جاهزة قديمة ، نرفع أسماء بُناتها ونضع اسماء اخرى دون تطوير وتنمية ومستوى يليق بالأسماء المضيئة التي نضعها.

(Visited 19 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *