فاجعة مستشفى الحسين / السيد حسين الصدر

فاجعة مستشفى الحسين / السيد حسين الصدر

 السيد حسين الصدر

-1- ترتجف الحروف من هول الفاجعة الكبرى التي حلّت بِثلة من الأعزاء الراقدين في مستشفى الحسين في الناصرية، فقد دخلوه للاستشفاء فتحولوا الى قِطَعٍ متناثرة متفحمة لا يُعرف بعضها ولا يُشخص .
-2- انّ المسلمين في كل العالم يتهيأون لتقديم الضحايا من الأنعام قرابين لله تعالى، والقرابين التي تُقَدم في العراق – ونحن على مَقْربُهَ من عيد الأضحى – الضحايا البشرية في أبشع وأخطر عملية تم بها التقرب الى شياطين الانس والجن، وليس لله الرحمن الرحيم ..!!
-3 –  انَّ قَتْلَ انسانٍ بريء واحد – سواء كان القتل بالرصاص او بالحرق او بأية وسيلة غادرة اخرى – هو بمثابة قتل البشرية جمعاء .
قال تعالى :
( مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغيرِ نَفْسٍ أو فسادٍ في الارض فَكأنّما قَتَلَ الناسَ جميعاً )
المائدة /32
-4- ولو دُفِعَت المليارات من الدولارات تعويضاً عن نفس واحدة لما استطاعت أنْ تقايضها ، ذلك ان الانسان هو أكرمُ المخلوقات على الله واعزُّها، ولا يُقايض بالمال مهما كانت أرقامهُ ومقاديره ..
-5- ان القافلة الجديدة من ضحايا مستشفى الحسين في الناصرية اذا أُضِيفَتْ الى ضحايا مستشفى ابن الخطيب تشكل أرقاما قياسية قد لا تخسر الدول ما يماثلها في حروب ومعارك حاميّة الوطِيس مع أعدائها .
-6- انّ تردي الخدمات في (العراق الجديد) شمل كلَّ المرافق والنواحي، وفي طليعتها الجانب الصحي ، الذي انحدر الى مستويات قياسية رهيبة أودت بحياة الكثير من المواطنين العراقيين الاعزاء الذين لا ذنب لهم سوى انهم عراقيون، توّلى زمام السلطة في بلدهم مَنْ لا يُعير اهتماماً لحياتهم بدليل تكرار الأخطاء مرّةَ بعد مرة، ليكون الحصاد مزيداً من الانفس العزيزة .
-7- انّ زرع الفاسدين في مواقع المسؤولية ، والتستر على جرائمهم المستمرة هو خيانة لله وللرسول وللشعب العراقي المظلوم .
والمطلوب انزال العقوبات الرادعة بِحَقِ كُلِّ مَنْ قصّر وأدّى تقصيره الى مثل هذه الفواجع دون ابطاء .
-8- لقد كثرت الحرائق هذه الايام في العديد من المؤسسات والدوائر الرسمية لاسيما تلك التي تضم الوثائق والمستندات الخاصة بالعقود …
والسر واضح
انها حرائق متعمدة لاخفاء عمليات السرقة والقرصنة والتلاعب بالمال العام ،
ثم انّ الحرائق امتدت لتصل الى الأجساد البشرية التي يجب أنْ تُصان ، وان تُؤّمن لها الحماية، في اشارة واضحة الى عمق المصيبة التي يعانيها المواطنون العراقيون في ظل نظام المحاصصة البغيضة ومنح المناصب على أساس فئوي تلحظ فيه الولاءات السياسية لهذه الكتلة السياسية او تلك على حساب المهنية والكفاءة والوطنية والقدرة على النهوض بأداء الواجبات .
ولا حول ولا قوة الاّ بالله العلي العظيم .
-9- ان الفاسد لا يمكنه أنْ يصلح الفساد …
وهنا تكمن الطامة الكبرى .
-10- الرحمة والرضوان للشهداء الأعزاء والخلود لهم في جنات النعيم
والشفاء العاجل الكامل لِكُلّ المصابين في هذا الحريق المروّع .
والمواساة الصادقة لعوائل الشهداء والمصابين ، مقرونة بخالص الدعوات لهم بالصبر والسلوان .
والخزي والعار في الدنيا، وجحيم النار في الآخرة، لكل من خان وارتضى لنفسه أنْ يكون من عبيد الشيطان …
انا لله وانا اليه راجعون .
( وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلب ينقلبون )

حسين الصدر
Husseinalsadr2011@yahoo.com

(Visited 58 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *