على خط التماس …   موسم التزكية  / عدنان السوداني

على خط التماس … موسم التزكية / عدنان السوداني

عدنان السوداني

التزكية ..كمصطلح ينطلق إلى الواجهة في انتخابات الاتحادات الفرعية لكرة القدم وعلى نحو مفاجئ لم نألفه من قبل على صعيد العمل الديمقراطي في الانتخابات الرياضية  ..!
التزكية هنا .. يقصد بها تقلّد أحد المرشحين لمنصب ما دون الحاجة للتصويت في أوراق اقتراع ، ومعنى ذلك أنه لا حاجة لأخذ أصوات المقترعين لمعرفة الفائز في الانتخابات وإنما تجري تزكيته من قبل المقترعين لتبوء المنصب، إما بسبب أن المقترعين توافقوا فيما بينهم علِى مرشح ما ،  فتنتفي الحاجة بعد ذلك إلى اللجوء إلى الاقتراع ، أو لعدم  وجود مرشحين أصلا ، وهو ماحصل في انتخابات الاتحادات الفرعية في النجف وبابل ولربما في محافظات اخرى ..!
وتعتمد التزكية في أساسها على تعيين أحد المرشحين لمنصب ما دون اللجوء إلى انتخابه، بمعنى الاستغناء عن أخذ أصوات المقترعين لمعرفة الفائز بالانتخابات، بل تجري (تزكيته) منهم -أي المقترعين- لتبؤ المنصب، ولمثل هذه الطريقة عدة مسببات عادة ، فإما أن المقترعين متفقون على هذا المرشح، أو أنه يتمتع بصفات تؤهله –من وجهة نظرهم أو نظر قوى تحكمهم-  لتبوء المنصب دون منافسة، كأن يكون الأكبر سناً أو أطيبهم سمعة أو أرفعهم قدراً، أو ربما يكون انسحاب المنافسين المرشحين للانتخابات وسيلة لجعل التزكية خياراً أخيراً، فهل هي أسلوب ديمقراطي بلا شوائب أم أنها مجرد أسلوب مغلف بطابع ديمقراطي فقط؟
وهذا يجعل التزكية  تثير كثيراً من الجدل في الأوساط الرياضية في كل مرة تطرح فيها أوراق الانتخابات على الطاولة، فتارة تجد من يقول أن مثل هذه الطريقة هي الأمثل لتجنب خيارات الأفراد الخاطئة في كثير من الأحيان، وتارة نجد من يرى أن التزكية ليست إلا رمز هيمنة لقوى معينة تجد أنها الأصلح في التصدي للمسؤولية ..
وهنا تبقى صورة التزكية في عيون المتابعين للعملية الانتخابية مفتقدة إلى ملح التنافس ومفتقدة لبهاراتها الشكلية، وتصبح وكأنها  تأخذ الشكل الذي رسم لها بالنهاية ، ليحصل على المناصب من أُريدَ لهم ذلك تحت ظل التزكية.
لكن ..ورغم اختلاف الأوضاع التي تسببت باللجوء إلى التزكية كبديل عن صناديق الاقتراع، فإن البعض يراها  ملاذاً آمناً ويراها آخرون طريقا لتجاوز  الخيارات الديمقراطية ، وسواء أردنا النظر إلى نصف الكأس المليان أو الفارغ، تبقى التزكية على اختلاف أوضاعها وأسبابها وأماكنها رمزاً للإفلاس الرياضي الذي يضع الأفراد واختياراتهم على المحك سواء كانت بإرادتهم أم مفروضة عليهم ويجعل التساؤلات حول جدوى إجراء الانتخابات ..!

 

(Visited 14 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *