مصدق الحبيب
هذه اللوحة الساحرة رسمها الفنان الفرنسي اللامع وليم أدولف بووگيرو ( 1825-1905 ) عام 1902 وكانت واحدة من آخر روائعه المتميزة بكثرة أجساد النساء الطافحة بالانوثة وجمال الطبيعة وكأنه كان يصور أروقة الجنة. في هذه اللوحة الموسومة Les Ore’ades يصور الفنان سربا من الأورديات وهن يتقافزن بين الارض والهواء عبر الطبيعة الخلابة. والأوردية هي حورية الجبال والسهول والهضاب طبقا للميثولوجيا الاغريقية. تعتبر الأورديات آلهات بمرتبة أدنى من الآلهات الرئيسيات كآرتيمس ودايانا في الميثولوجيا الاغريقية والرومانية وهن آلهات الصيد والقنص والبراري. تسمى الاورديات بأسماء الجبال والكهوف والشعاب والوديان وتأخذ الواحدة منهن واجبها كدليل لمن يضل طريقه عبر تلك السهوب. كما تمتثل الاورديات الى اوامر الآلهة دايانا ويساعدنها في صيد الغزلان وتتبع الطيور التي تصطادها الآلهة لكنها تسقط بعيدا، وتنبغ الاورديات في تشخيص مناطق الاحجار الكريمة كالماس والياقوت والزمرد ويحصلن عليها من اجل منحها للاله الاكبر أولمبس. ولايغفل الفنان ان يكمل اللوحة شكلا ومعنى بأن يضمنها تلك المخلوقات التي تجلس صاغرة من فرط الشهوة الجنسية التي يثيرها هذا المهرجان من الاجساد المثيرة. هذا المخلوق هو ايضا احد آلهة الشبق والشهوة والذي يسمى الساطير Satyr المتكون من رأس وجسم رجل وقوائم ثور وآذان حصان.