وكالات / المستقل
يفتح ملف الوجود العسكري الأجنبي في العراق باباً جديداً من الخلافات المزمنة بين قادة إقليم كردستان العراق، وبغداد، إذ كشف مسؤول عراقي بارز في بغداد، عن رفض رسمي في أربيل لدعوات إخراج القوات العاملة ضمن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، مؤكداً أن مسؤولين في الإقليم أبلغوا مسؤولين أميركيين رغبة الإقليم باستمرار التعاون بغض النظر عن المشهد في بغداد.
ومنذ أيام عادت كتل برلمانية وفصائل مسلحة تُعرَف على أنها حليفة لطهران، التصعيد بملف إخراج القوات الأجنبية وعلى رأسها الأميركية من العراق، عقب الهجوم الأميركي الذي استهدف مواقع مليشيا “كتائب سيد الشهداء”، في المنطقة الحدودية العراقية السورية، وأسفر عن مقتل عدد من عناصرها.
وكشف مسؤول عراقي أن الأميركيين تلقّوا أخيراً مواقف متمسكة بوجودهم من قبل حكومة إقليم كردستان وقيادات سياسية في الإقليم، مضيفاً أن قادة الإقليم وقوى سياسية متفقة بالإجماع على أهمية استمرار الوجود والدعم الأميركي ودول أخرى مثل فرنسا وبريطانيا وأستراليا ضمن قوات التحالف لدعم البشمركة وتأهيل منظومة الأمن في الإقليم. ولفت إلى أن مسؤولي الإقليم يعتبرون أن العمليات التركية وأنشطة مسلحي حزب “العمال الكردستاني” وتهديدات فصائل مسلحة على حدود الإقليم خطر آخر يجعل من وجود الأميركيين عامل توازن سياسي وليس أمنيا فقط، مؤكداً أن قيادات سياسية وفصائل مسلحة قد تدخل في أزمة جديدة مع أربيل حيال هذا الملف، لا سيما أن بغداد لا تعلم عدد القوات الأجنبية داخل الإقليم على وجه الدقة.
و،قال عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، كاطع الركابي، لـ”العربي الجديد”، إن “على حكومة الكاظمي ألا تذعن لأي توجهات من كتل سياسية تريد بقاء هذه القوات، وألا تسمح بانتهاك السيادة العراقية”. وأضاف الركابي، وهو عضو في ائتلاف “دولة القانون” الذي يتزعمه نوري المالكي، أن “القوات العراقية والكردية والحشد الشعبي بات لديها المقدرة على مواجهة تنظيم داعش أو أي مخاطر قد تهدد العراقيين، على المستويات الأمنية، بالتالي فإن بقاء القوات الأميركية لا سيما مع استمرار تجاوزاتها على العراق وسيادته وقتل عناصر من الحشد الشعبي من خلال قصف مقرات ومخازن أسلحة ووحدات تواجد على الحدود مع سورية، فإن ذلك يدعم توجهات الكتل السياسية في إخراج القوات الأميركية”. ولفت إلى أن “جميع الكيانات السياسية تنتظر نتائج الجولة الرابعة للحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن المرتقبة، لإنهاء هذا الملف الذي بات مزعجاً بالنسبة للعراقيين”.