قحطان جاسم جواد
في الساحة الفنية ظهرت الكثير من الكفاءات الراقية في المسرح والتلفزيون والاذاعة.
وحفرت اسمها باحرف من نور عبر تجربتها الثرية المضيئة.من تلك الكفاءات الفنان غانم حميد ابن النجف(1964) الذي احتفل بالامس بتجربة قلما تحدث لغيره وهي تسمية دورة مهرجان المسرح الشبابي الخامس في النجف باسمه.غانم فنان كبيرعرفناه ممثلا مقتدرا ومخرجا اثار اسئلة واشكالات كبيرة كادت ان تقوده الى حبل المشقة او السجن في اقل تقدير حين قدم مسرحيته المومياء.واستدعته سلطات الامن للتحقيق معه! وغانم ايضا ممثلا راقيا في التلفزيون ودوره في مسلسل مناوي باشا شخصية زامل كان درسا للكوميديين ليتعلموا منه كيف تقدم الكوميدية الراقية بعفوية ولاتحتاج الى كلام او تمرغل او حركات سمجة كما يفعل نجوم الكوميديا عندنا. اضافة الى ذلك نجح اداريا في قيادة دفة الكثير من المؤسسات الحكومية والاهلية وحقق نجاحا يذكره كل من عمل معه.فحين اسندت اليه ادارة المسارح العراقية سعى الى اقامة مهرجان الارهاب لدورتين.وكانت دائرة السينما والمسرح مفلسة. فقام هذا الفنان المجتهد بزيارة جميع المحافظات العراقية وطالبهم بموقف وطني لدعم المهرجان ،ولم يخيبوا ظنه وانعقد المهرجان بنجاح كبيرمازلنا نتذكره جيدا.وهوانسان صاحب نكته ومعشر جميل جدا اضافة الى تمتعه بآذن موسيقية رهيبة وينتبه للالحان ويعرف من هو ملحنها ومطربها ويجيد استخدام الموسيقى في مسرحياته. اخر مبادرة شهدتها معه حين اعلن في مهرجان النجف عن جائزة شخصية بأسمه لافضل ممثل بالمهرجان ومنحها للفنان الشاب(علي شكيب) ومنحه الفرصة في ان يمثل معه في عمله القادم دعما وتشجيعا لعنصر الشباب. ودعا ان تكون الجائزة سنويا وفي كل دورات المهرجان القادمة.من ابرز اعماله (الذي ظل في هذيانه يقظا بطولة الفنان حكيم جاسم ومسرحية مكاشفات ومسرحية الطبيب الطبيب ومملكة الوعول والباي….باي).ومثل في (مناوي باشا وحكايات المدن الثلاثة ورجال الظل والمتنبي وبنت المعيدي وشارع اربعين. كما اخراج الكثير من البرامج التلفزيوني مثل (عراق ستار ونجوم الشعر من فضائية السومرية وحية ودرج من قناة سامراء) ناهيك عن الكثير من الاحتفالات المهمة للمؤسسات الرسمية.كما يتميز الغانم بحبه للممثل في المسرح ويعتني به كثيرا، و فاز الكثير ممن عمل بمعيته بجوائز رفيعة داخل العراق وخارجه.ويعتقد غانم حميد(ان الفنان العراقي اذا لم يبحث عن مصدر رزق اخر غير الفن سيموت قبل عمره).في مسرحية مكاشفات لقاسم محمد حاول غانم حميد تقديمها اواسط التسعينات بدعم المركز العراقي للمسرح في عهد الفنان يوسف العاني.وهيمزاوجة اعدها قاسم محمد بين مسرحية (مكاشفات عائشة بنت طلحة ) للأديب (خالد محيي الدين البرادعي ) ومقاطع من مسرحية بن جلا ، للكاتب للكاتب محمود تيمور.وقام غانم بالتدريب على العمل لكن النظام السابق منع العرض والغيت المسرحية. لكنه عاد اليها بعدعام2003 وعرضها وشارك فيها الدكتور ميمون الخالدي والدكتور شذى سالم والفنان فاضل عباس وقدمت في العراق ودولة عربية اخرى، واثارت ضجة كبيرة لانها توظف التراث بصيغ معاصرة وتناقش الكثير من المفاهيم الاشكالية منها السلطة والاساليب الدموية في نظام الحكم..وقيل عنها في حينها اعادت الشأن للمسرح العراقي.اذن هذا هو غانم حميد.
غانم حميد..ممثل اعطى درسا للكوميديين العراقيين
(Visited 61 times, 1 visits today)