كتب رياض الفرطوسي
حين تفكر ان تستمع الى مظفر النواب‘
تحتاج ان تجهز نفسك سلفا للسفر‘
في رحلة عميقة ‘ رحلة الوعي المغامر ‘
وفتنة اللغة ‘ ولهفة العشق للوطن والناس والحياة.
بعد ذلك تصبح على قدر مختلف من الاستعداد‘
لتكون في محراب نشوته‘
وهو يخطفك بفيض معانيه وحروفه وشعره.
وتصبح انت اكثر انتشاءا لترقى ان تكون في مصاف‘
المغايرة والفتنة حاملا في جنبيك ما يتسع‘
لأن تقارع كل ما هو مزيف وقبيح.
“شلون بيّه وبيك يا بنادم”
شلون بيّه وبيك وانت صوت جريح‘
وانت حنجرة وطن‘
وانت ترياق الذكريات والمسافات‘
وانت الحنين ورسائل الغرباء‘
وانت دموع اليتامى والفقراء.
حينما تقرر ان تحجز مقعدك في الصف الاول‘
منصتا ومستمعا له سيمنحك هو في المقابل‘
اجنحة صالحة للطيران لأن تحلق‘
وانت مغسول بالدهشة والجمال‘
ومدجج بالفرح والحزن والبكاء.
مظفر النواب يغريك ان تمتثل بين يديه‘
وتصبح ريشة في مهب قصائده‘
او فراشة اصابها الدوار واخذت تراقص الضوء.
حين تكون مع مظفر النواب‘
فأنك تستوي بينك وبين الاشياء‘
وتمتزج مع ايقاع حضوره صوتا ‘ ( وثغيباً) ولحناً.
شلون بيّه وبيك وانت ترفعنا للاعلى‘
ثم تهبط بنا الى الشجن‘
الى منطقة لا يتجرأ احد ان يأخذنا اليها بأقدام عارية.
شلون بيه وبيك وانت القطار والليل ورائحة القهوة‘
“وهودر هواهم ولك حدر السنابل قطا”.
شلون بيه وبيك وانت بلاغة اليقظة في زمن النوم‘
( والبعورة تحوف ).
شلون بيه وبيك وانت وسادة لجفون اتعبها‘
السهر والسفر والانتظار والوحدة والقهر .
شلون بيه وبيك وانت قصيدة جاهزة ‘
لأن تنفجر في ارواحنا وردا وزهرا وعزفا.
“شلون بيّه وبيك يا بنادم” … رياض الفرطوسي
(Visited 383 times, 1 visits today)