المحرر السياسي / المستقل
قبل ان يشرع نتينياهو في حرب غزة كانت محاولاته مستمرة في تشكيل ائتلاف لتشكيل حكومة جديدة ، لكنه فشل بعد المدة التي منحت له دستوريا، وبعد رفض الاحزاب اليسارية واليمينية الدخول معه بائتلاف .
وتوقع ان العزف على الوتر القديم سيطرب الاسرائيلين، وسينقذه من الفشل ويعيده الى سدة الرئاسة .
لكن العكس هو الذي حدث تماماً ، فازدادت عزلته السياسة ، ورفض من قبل الشارع الاسرائيلي ، ووجه له اللوم بانقلاب الرأي العام العالمي والامريكي لصالح الفلسطينيين .
فقد ارتفعت اصوات في الادارة الامريكية بانهاء التعاون مع اسرائيل ، وانها باتت بتصرفات المتشددين عبأً على السياسة الامريكية .
بالاضافة الى الادانات الشعبية العالمية للفعل الاخير في الحرب على غزة .
هذا المشهد غيَّر من قناعات كثير من الاسرائيلين ، ولم يعد لنتينياهو أمل في البقاء في رئاسة الوزراء .
ورغم فوز حزبه باغلبية المقاعد ، لكن الاسرائيليون ، وجدوا فيه شخصاً يجر دولتهم الى الزوال ، هذا ما قاله احد الكتاب الاسرائيلين في لقاء تلفزيوني، كما أظهر للعالم فشل منظوماته الدفاعية امام صواريخ رخيصة الثمن.
واهم ما خسره بنيامين نتينياهو هو اتفاق وقف اطلاق النار الذي اظهر الفلسطينيين بموقع المنتصر ، وهذا ما لا يرغب به الاسرائيليون ، ولا يريدون ان يتخيلوا ذلك ولو بالمنام .
ولم يحقق وقف اطلاق النار لاسرائيل اي مكسب لا مادي ولا معنوي .
والخسارة الاخرى هو الموقف الامريكي الذي بدا يتضعضع شيئاً ما ، مما يؤشر الى تغيير في توجهات السياسة الامريكية.
لذا نزلت خسارته وفشله في تشكيل الحكومة كالصاعقة عليه، وهذا الفشل سيهيأ لاحقاً لمحاكمته بتهم الفساد التي لاحقته ولاحقت زوجته ، وكانت الحصانة درعه الحصين ، لكن بعد خروجه سيكون مكشوفا امام القضاء ، وسيخرج خصومه كل الملفات التي تدينه.
القوى السياسية ترفض نيتنياهو وترمم البيت من الداخل
سعت القوى السياسية اليمينية واليسارية المعتدلة والمتطرفة الى لملمة البيت الاسرائيلي الذي هده نتنياهو بحربه العبثية ، فتداركت الاحزاب الموقف من اجل ايقاف التداعيات التي ستنتجها الحرب على غزة .
ووقعت على جملة شروط طرحتها القائمة العربية الموحدة تفادياً للتطورات .
وكانت الاحزاب الاسرائيلية اتفقت على رفض نيتنياهو ان يكون رئيساً للحكومة الجديدة وابعاده من المشهد ، مما اضطر رئيس الدولة تكليف ” لابيد” بتشكيل الحكومة، رغم ان لابيد هو الاخر ينتمي لليمين المتطرف .
فكانت حربه اليه التي قصمت ظهره.
فقد اتفقت 7 أحزاب بينها القائمة العربية على توفير الاغلبية البرلمانية لتشكيل ائتلاف برئاسة زعيم حزب “يوجد مستقبل” يائير لبيد بعد تكليفه بالتشكيل ، وقد توصل الى اغلبية قبل ساعة من نفاد المهلة الرئاسية الممنوحة له.
ونقلت وكالة رويترز عن مكتب الرئيس الإسرائيلي إن نفتالي بينيت، ويائير لبيد سيتناوبان على تولي منصب رئيس الوزراء.
وقد وقعت القائمة العربية الموحدة مع ليبيد وبينيت لتشكيل الحكومة .
وجرت اتصالات في الساعات الأخيرة مع قيادة القائمة العربية الموحدة بزعامة عباس بخصوص مطالبها بتضمين الاعتراف بالقرى غير المعترف بها في النقب، وكذلك تجميد العمل بقانون كيمنتس الذي تستند إليه السلطات الإسرائيلية لهدم منازل عربية داخل الخط الأخضر، وذلك بذريعة عدم الترخيص.
وعاد التفاؤل الحذر إلى أوساط الأحزاب المناهضة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إزاء احتمال قدرتها على الإعلان عن تشكيل حكومة تغيير تنهي ولاية نتنياهو كرئيس للوزراء، قبل انتهاء المهلة القانونية منتصف هذه الليلة.
وواصل ممثلو الأحزاب السبعة من اليمين والوسط واليسار المرشحة للعضوية في الائتلاف الحكومي الجديد مباحثاتهم حتى الساعات الأخيرة، في محاولة لتذليل آخر العقبات قبل نفاد مهلة التفويض الرئاسي.
ومن بين العقبات التي واجهت التحالف الجديد -بالإضافة إلى عضوية لجنة تعيين القضاة- الانقسامات والمطالب الوزارية لمختلف الأطراف السياسية، ولا سيما ما يتعلق بحقيبتي الدفاع والعدل.
وتضم مفاوضات تشكيل الحكومة كلا من قادة أحزاب اليمين “يمينا” نفتالي بينيت و”أمل جديد” جدعون ساعر، و”إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان، وزعيم حزب “يوجد مستقبل” المفوض بتشكيل الحكومة الجديدة، والتي تسعى لإنهاء سيطرة نتنياهو على رئاسة الوزراء منذ عام 2009
وسيتناوب على رئاسة الحكومة المرتقبة كل من زعيم حزب “يمينا” وزعيم حزب “يوجد مستقبل”، وكان الرئيس الإسرائيلي كلف في بداية مايو/أيار الماضي لبيد بتشكيل الحكومة بعد فشل نتنياهو في هذه المهمة.