دور الشباب في مستقبل العراق السياسي

دور الشباب في مستقبل العراق السياسي

تبادر للأذهان دوماً السؤال عن دور الشباب في مستقبل العملية السياسية في العراق، وهل نجح البعض منهم في استقطاب الناس حولهم ؟
والمتابع للعملية السياسية في العراق منذ العام 2003 وحتى العام 2018 يرى ان وجوه الطبقة السياسية هي هي ، لم تتغير الا اللهم بتفريخ الاحزاب وتدوير المناصب.
وهي جيل المعارضة المسن الذي حاول أن يستأثر بكل مصادر القرار العراقي من خلال هيمنته على السلطة وعدم فسح المجال للاجيال الشابّة لاخذ دورها الحقيقي في مجالات ادارة الدولة في السلطة التشريعية والقضائية والتنفيذية.
ولكن هذا الواقع القديم لم يمنع من محاولات جادة للشباب حاولوا بها تمثيل جمهورهم وخدمة شعبهم ، الذي لم يقدم له جيل المعارضة الا المزيد من الفشل والاخفاق على جميع الجوانب، ولا سيما الخدمية منها ، بالاضافة الى شيوع حالات الفساد المالي والاداري في جميع مفاصل الدولة.
وربما يكون العام 2018 هو العام الذي شهد وصول قيادات شابة الى هرم مركز القرار العراقي، وكان هذا جليّاً في رئاسة البرلمان العراقي ، حيث استلم زمام الرئاسة شاب لم يبلغ الاربعين من عمره.
وحتى رئيس الجمهورية فانه يعتبر ايضاً من الطبقة التي تلي جيل المعارضة ، والتي تعتبرها قيادات المعارضة من الطبقة الشابّة ، ليأتي بعد ذلك وبعد المظاهرات العارمة التي شهدها العراق رئيس وزراء جديد يعتبر ايضاً من جيل الشباب قياساً بمن سبقه ممن استلموا هذا المنصب.
ان الالحاح على تولي الشباب مراكز قيادية فعالة لا يعد طلباً ترفيّاً ، انما هو حاجة فعلية لما يمتلكوه من عقلية مرنة ، تستوعب احتياجات المرحلة الحالية وتسعى الى عدم تكرار اخطاء الماضي والاستفادة من التجارب السابقة.
وايضاً لانهم لا يحملون عقد سنوات ما قبل العام 2003 وبعده من تراكم الذهنية الطائفية والفئوية والحزبية الضيقة.
لذلك فانّ الأمل معقود بهم للنهوض باسم العراق مجدداً بالشكل الذي يليق بمكانة العراق الدولية التي تستقي وجودها من التاريخ الكبير للعراق حضارياً وثقافياً.

(Visited 7 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *