محمد صالح البدراني
القيادة هبة تترافق معها مواصفات لا تكلف فيها ولا اصطناع، وهي ابوية من غيروصايا، فمن معك امانة وانت له وعاء وان كان أكبر منك سنا فانت اب في اهتمامك لأمرهوان أخطأ في نظرك فانت تحتويه لا تحقد عليه ولا تحسده ولا تخونه في جهده ولا فيغيبته وحضوره، تحرص على كرامته وتسنده وان تأذيت منه اما حسابه فامر لك تختارهللإصلاح لا للانتقام والعقوبة، ان كنت كذا فانت قائد.
القيادة نفوذ
القيادة لا تحتاج لوائح وصلاحيات تستمد منها القوة والموقف وانما تستمد من كاريزماالقائد ما يجعل اللوائح والقوانين مطبقة ومحترمة، فمن معك ليسوا اتباعا صماء اودرجات سلم تضع قدميك عليها لترتقي بل هم موارد بشرية وآدمية لها حياتها ولهامعوقات تشغل فكرها فتجعلها تخطأ او تسهو في قرار او توجه فجل من لا يسهو
القائد لا يفكر بالعقوبة وكأنه جهة رقابية او قضاء وانما هو متابع لكوادره وعملهم ومنيعمل يخطأ وهنا لابد ان نميز بين الرقابة والمتابعة ومراحل الادارة العلمية المعروفة، هنالكمرحلة الموازنة وفيها التصاميم الاساسية لعمل كل منظومة ومهامها وفق تخطيط يعتمدالاموال المتاحة وبموازنة بين الاولويات لتوزع الى ميزانيات على المنظومات لتنفيدالعمل، وهنا موضع المتابعة لتعديل التصاميم لما كلفت به المنظومات وتجاوز الاخطاءووضع المعالجة، ثم تنتقل الى مرحلة اخرى حيث التقييم وهنا تكون الرقابة، في حسابما كان مرصودا وكيف صرف المبلغ وهي بداية عملية الموازنة من جديد، في كل هذهالمراحل تحتاج الى القائد، فلا يتجاوز القائد مهامه في الرقابة عندما يكون رقيبا ولا يتخذدور الرقيب عندما يكون في التنفيد ودوره المتابعة، وكذلك كل الاجهزة في كل مرحلة منالمهام لتتكامل منظومة البناء المدني الصحيحة بآليات تتطور مع الزمن.
السياسة قيادة لا صدارة
وهنا يأتي الحديث عن السياسة، فالسياسة باب من ابواب الادارة، وهي ليست قذرة كمايقولون فهذا خطأ في التوصيف لغياب فهم المهام، إنك تخطط في موازنة الاداء وتنفذوتتابع ثم تجمع المعطيات في عملية رقابية تحليلية ثم تعاد تغذية المنظومة السياسيةبخطط وتصاميم معدلة استراتيجيا، بعد ان اختلت بعض مفاصلها بالتكتيك، فاينالقذارة في صناعة الأهداف ما لم يك هنالك نقص معلوماتي يجعل التصاميم سليمةوالتخطيط محكما
وفي السياسة لا تعني القيادة الصدارة، بل قد يضيع حب الصدارة الغريزي على الانسانفرص كثيرة من الانجاز العقلي او المضي باي مشروع؛ وانما اجادة الدور حيث انت وبماتجيد، ولكل مرحلة وظرف هنالك مواصفات لكاريزما القائد وتستبدل الاماكن وفق الهدف،اما البحث عن الصدارة واعتبارها معيار للتفوق والوجاهة والقيمة الشخصية فهذاسيستقدم الفشل في التنفيد وبالتالي تضيع الوجاهة ويفقد الرصيد فانت يا سيدي لمتدر السياسة بشكل صحيح وانما استبقت الامور لمظهر دونما تخطيط ولا ادوات للتنفيدولا حتى امكانية لراب الصدوع، او السماح للآخرين بالمبادرة
المدير او الوزير
كذلك لست قائدا في دائرة وانت تحتجز معطيات العمل ومعلومات حيوية كقائمةالاسعار، او نسبة الخسارة السابقة او مع من تتعامل الادارة والكيفية التي تقوم عليهاالتعاقدات او جوانب الاخفاق في المنظومة، وترفض ان يبدع أحد او يجتهد او ان حدثنجاح نسبته لك وانت تتوقع ان السامع سيصدق ان هنالك موسوعة تحوي كل هذا وتقومبالعمل لوحدها وتنتج المهام وتنفذها والكل محض متفرج او يتثاءب طلبا للراحة من نومطويل.
الصدارة تعطى لرئيس دائرة او رئيس قسم مرة، ومرة لموظف مشرف على ماكينات نسيج،وأحيانا لعامل يشغل تلك الماكنة، لكن القيادة في كل الاحوال هي للمسؤول الاول متى مافهم وجمع ما بين عقلية القائد ونفسيته فيكون شخصية واعية يحس من معها بالعزةوالكرامة والامـــــــــــــان؛ واعدة تحاول استكمال مقومات قوتها للصواب والنجاحالحقيقي وليس استغلال جهل الاخرين لإقناعهم بالنجاح وهنا ستكون السياسة قذرةوالقيادة الى الفراغ والصدارة تعني فشل المنظومة